دمشق-سانا
الذهب زينة وخزينة فهو الضمان المادي الذي يدّخرهيدّخره الكثيرون و يلجأون إليه عند الحاجة وزينة النساء اللواتي يباهون فيها منذ الأزل وصياغة الذهب من المهن الفنية التي اتقنها الدمشقيون وتميزوا بها.
وفي تصريح لنشرة سانا المنوعة قال يوسف عساف أحد حرفيي صياغة الذهب غالباً ما تكون مهنة الصياغة موروثة أباً عن جد فهي من اقدم المهن التي عرفها التاريخ والدمشقيون ويعتبر نقش الذهب مهنة دائمة التطور ولم يبرد سوقها رغم ارتفاع ثمن معدن الذهب موضحاً أن نقش الذهب كان قديماً حرفة يدوية بحتة قبل دخول التقنيات الحديثة عليها .
وأضاف عساف إنه يعمل في هذه الحرفة منذ عشرين عاماً تقريباً حيث أسس ورشته الكائنة في حي القيميرية في عمق دمشق القديمة وانطلق من خلالها إلى خفايا وأسرار حرفة نقش الذهب عندما دخلت الآلة الحديثة واستخدمها نقاشو وصائغو الذهب حيث ساعدتهم على توفير الجهد واختصار الزمن لأنها آلة متطورة مزودة بإبرة مصنوعة من ألماس وأصبحت ورشات الذهب تعمل كل واحدة على حدة وبطريقة مميزة .
مشيراً إلى أن استخدام الآلة ودخولها حرفة النقش منذ أربعين عاماً تلاه استخدام القبضات وهي أشبه بأدوات أطباء الأسنان وتعمل على الهواء والكهرباء وهي متطورة أكثر من سابقتها وهي آخر ما استخدمه استخدمه نقاشو وصائغو الذهب ويرسمون من خلالها خلالها الكثير من الرسوم الحديثة منها رسمة رسمة القلب واللوزة والبقلاوة والنجمة.
وكانت رسومات النقشات السائدة قديما هي الجدل ومنها أساور المباريم و أسوارة الجنزير المدببة والمخمسة إضافة إلى الليرات الذهبية التي كان الصياغ يصنعون منها إسوارة الليرات ثم تلاها نقشة الكوردون.
وأشار عساف إلى أن ارتفاع ثمن القطع الذهبية دفع لتصغير حجمها وهذا يتطلب دقة وصعوبة نقشها والموضة التي انتشرت وسادت فيها موديلات القطع الناعمة وهي ما نسميها في حرفتنا النواعم ومنها الأساور الرقيقة والسلاسل الرفيعة وغيرها من خواتم واطقم ذهبية التي يتصدرها مصاغ العروس الذي يزركش بأجمل رسومات النقشات الحديثة .
وختم عساف قائلاً إن ازدهار حرفة نقش الذهب يعود لعام 2000 والذي اتسعت فيه رقعة حرفة النقش إلى وقتنا الحاضر وبما أنها حرفة دمشقية عريقة فإن حرفييها في بحث دائم عن الابتكار والحداثة فالذهب السوري أصبح معروفاً عالمياً ويضاهي الذهب الأوروبي والإيطالي خاصة.
وقال الشاب نزار العامل في الورشة أعمل بهذه المهنة منذ أحد عشر عاماً فهي مهنة سلسة وجميلة تحتاج إلى ابتكار وتتطلب الدقة والمهارة ولايجوز الخطأ فيها لأنه قد يؤدي إلى أذية النقاش.
أما الشاب جورج فيعتبر المهنة حبه الأول وتحتاج الفن والرغبة كما تحتاج الصبر وهي مهنة مرهقة لأن النقاش يحتاج إلى الدأب والجلوس الطويل مشيراً إلى تميز نقاش الذهب السوري الذي يمتلك كل ذلك مما أهله للوصول إلى الأسواق والأذواق العالمية.
روهلات شيخو