تأتي الخطوة الأمريكية بالانسحاب من سورية في الوقت بدل الضائع من الأزمة فيها ونحن على بعد خطوة من إعلان النصر النهائي على الإرهاب وشراذمه في سورية.
الانسحاب الأمريكي الذي أعلن عنه الرئيس دونالد ترامب ليس عبثياً أو نتيجة صفقات أبرمت بل هو انعكاس لحقائق الميدان بعدما ثبَّت الجيش العربي السوري انتصاره وصمد الشعب العربي السوري رغم محنته وأثبت للعدو قبل الصديق رسوخ موقفه وتعلقه بأرضه ووطنه وقائده.
شرق الفرات كما يحلو للبعض تسميته هو قطعة غالية من الوطن وواهم من يظن أنه يمكن تقسيمها وإقامة كنتونات عرقية تكون شوكة في خاصرة وطن دفع الدم للذود عن الحياض, ومهما علا شأن الداعمين وعظمت قدراتهم فإنها تصغر أمام التصميم والإرادة لجيشنا البطل.
أطماع ومخططات واشنطن ارتطمت بصخرة كبيرة في سورية وتشظت تلك المخططات بكل اتجاه حتى صار التخبط عنوان المرحلة فترامب يقول إن روسيا وسورية وإيران هم أعداء «داعش» فدعوهم يقاتلونه.. نعم صدق ترامب هذه المرة لكن هل أدركتها واشنطن على حين غرة وهي تعلم علم اليقين أن الذي هزم «داعش» الإرهابي هو الجيش العربي السوري بدعم هؤلاء الأصدقاء.. فمحاربة تنظيم «داعش» كانت الحجة للتدخل الأمريكي فهي تدعمه من جهة وتدعي محاربته من جهة أخرى.
كان التوقع من أمريكا وأذيالها «انهيار» الدولة السورية وبالتالي عليهم الحصول على موضع قدم في الحل المقبل وإلا كيف نفهم إرسال فرنسا بضعة عشرات من الجنود إلى الشمال السوري بجانب القوات الأمريكية وماذا يمكن أن يفعلوا سوى القول نحن موجودون هنا؟.
يبقى لدينا تركة الرجل المريض وهي الأحلام الأردوغانية في التوسع جنوباً بذريعة محاربة الإرهاب ومنع قيام «كيان كردي» على حدوده, إذاً لماذا تدعم أخطر التنظيمات الإرهابية على وجه الأرض وأكثرها بشاعة, أليس من أجل نيل الحصة الشمالية بعد «التقسيم المتوقع»؟.
يرغي أردوغان ويزبد للعدوان على الشمال السوري بعدما وجد نفسه خالي الوفاض.. لم ولن يجني شيئاً سوى الخيبة ورغم تنصله من كل وعوده مع الجانب الروسي والإيراني فإن الاستحقاق بات قريباً والتعري وشيكاً.
بقلم… جمال ظريفة