القدس المحتلة-سانا
لم أشاهد والدي منذ خمسة عشر عاما حيث اعتقله الاحتلال الإسرائيلي حين كنت في الرابعة من عمري.. أنا الآن في التاسعة عشرة .. لا أعرف والدي إلا من خلال الصور ففي كل لحظة أحلم أن أراه واحتضنه.. 15 عاما وهو داخل معتقلات الاحتلال وأحرم من زيارته .. بهذه الكلمات وصف الشاب محمد أيمن العواودة نجل الأسير أيمن الذي يقبع داخل معتقلات الاحتلال حاله في ظل منع الاحتلال أهالي الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة من زيارة ذويهم في معتقلاته.
ويوضح العواودة لمراسل سانا أن الاحتلال اعتقل والده عام 2003 ولا يزال منذ ذلك الحين يمنع كل أفراد العائلة من زيارته في انتهاك سافر للقانون الدولي مضيفا: عندما اعتقل الاحتلال والدي كان في الثلاثين من عمره وكنت أنا في الرابعة.. ولهذا لا أتذكر تقاسيم وملامح وجهه فقط أتعرف عليه من خلال الصور.. ووصلت الآن إلى مرحلة الشباب وأنا أحلم أن أنادي والدي بكلمة بابا وأن أراه وأجلس معه ليحتضنني لكن المحتل يمنعنا من ذلك بهدف النيل من عزيمتنا وصمودنا لكنه لن يحقق هدفه.
أما والدة الأسير أيمن العواودة فلها تضحيات جسام قدمتها من أجل فلسطين فهي تتنقل بين صور أبنائها المعلقة في جدران منزلها ما بين شهيد ومعتقل فنجلها خالد استشهد برصاص الاحتلال عام 1986 ونجلها محمد معتقل منذ 17 عاماً وأيمن يقبع منذ 15 عاماً في معتقلات الاحتلال ومحكوم عليه بالمؤبد لكن ذلك لم يزدها إلا إصراراً على الصمود والثبات على الرغم من أنها تجاوزت من العمر 80 عاماً .
من جهته أوضح المتحدث باسم منظمة أنصار الأسرى مجدي سالم أن الاحتلال يمنع ذوي 330 أسيراً من قطاع غزة في معتقلاته من زيارتهم في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان واتفاقية جنيف الرابعة لافتاً إلى أن المنظمات الفلسطينية أطلقت نداءات استغاثة إلى المجتمع الدولي للتدخل والضغط على الاحتلال للسماح لأهالي الأسرى بزيارة ذويهم لكن لا حياة لمن تنادي.
وأكد سالم أن الاحتلال يمارس كل أنوع التعذيب الجسدي والنفسي بحق الأسرى الفلسطينيين ويأتي منع الزيارات في ظل الضغوط النفسية على الأسرى وذويهم لكن ذلك لم ينل من صمود الأسرى في وجه إجراءات الاحتلال القمعية.
بدوره بين المتحدث باسم مؤسسة “مهجة القدس للشهداء والأسرى” طارق أبو شلوف أن هناك أسرى محرومون من الزيارات منذ أكثر من 12 عاماً كما أن هناك معاناة مستمرة لأهالي الأسرى في ظل هذه الإجراءات العدوانية والتي تتصاعد يوماً بعد يوم منتقدا صمت المجتمع الدولي على ممارسات الاحتلال بحق الأسرى من إهمال طبي وعزل انفرادي واقتحام لأقسام المعتقلات والاعتقال الإداري وبحق ذويهم عبر منعهم من الزيارات.
وتشير إحصائيات هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين إلى أن أكثر من 6700 أسير بينهم 57 امرأة ونحو 350 طفلا يقبعون في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي في ظروف قاسية حيث يمارس الاحتلال بحقهم كل أنواع الانتهاكات الجسدية والنفسية من عزل انفرادي وسوء تغذية واقتحام أقسام المعتقلات والاعتداء عليهم كما يمنع كل أنواع التواصل والاتصال مع العالم الخارجي فضلاً عن الإهمال الطبي المتعمد بحق مئات المرضى بينهم ممن يعانون أمراضا متعددة ومزمنة الأمر الذي يهدد حياتهم.
محمد أبو شباب