تحضيرات الأعياد في السويداء… تسابق نحو الفرح وتجاوز الجراح

2018-12-17

السويداء-سانا

تتواصل التحضيرات لأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية في مختلف مناطق وقرى وبلدات محافظة السويداء بأجواء احتفالية يسودها الكثير من التفاؤل والأمل بميلاد جديد لسورية بعد الانتصارات الكبيرة التي تحققت على الإرهاب وإعادة الأمن والأمان إلى معظم مناطقها.

أجواء يتسابق فيها أبناء المجتمع الواحد لتجسيد معاني عيد ميلاد رسول المحبة والسلام والفرح من خلال الزينة وشجرة ومغارة الميلاد مترافقة باحتفالات خاصة بالمناسبة في بعض دور العبادة والمراكز التجارية والسياحية في الوقت الذي لبست فيه بعض الشوارع والأسواق والحدائق وشرفات المنازل حلة العيد وزينته.

ففي الوقت الذي أضاءت فيه الكنائس شجرة ومغارة الميلاد جرت إضاءة شجرة ميلاد بارتفاع 17 متراً في باحة كنيسة مار ميخائيل للروم الكاثوليك ومزار القديسة فيرونيكا في بلدة القريا تحت شعار “من أجل السلام في سورية” تكريماً لأرواح الشهداء الذين بذلوا أنفسهم دفاعاً عن كرامة الإنسان والوطن حسب ما أكد راعي الكنيسة الأب “عبد الله الشحيد” الذي تمنى أن يكون هذا العيد خاتمة أحزان وآلام سورية وأن تنعم جميع ربوعها بالأمن والأمان والاستقرار.

ميساء ومارلين الرمحين من أهالي بلدة القريا أشارتا إلى أنه بفضل بطولات جيشنا وتضحيات شهدائنا وإعادة الأمان والاستقرار ننعم بأجواء العيد ونشعر بالفرح والسعادة وخاصة مع إضاءة شجرة الميلاد دائمة الخضرة.

ميرا الشحيد المقيمة في بلاد الاغتراب فضلت أن تأتي من المغترب لتشارك أهلها فرحة العيد في وطنها مشجعة جميع المغتربين على الرجوع إلى وطنهم ليروا أن بلدنا لم يزل بلد السلام والأمان وأجمل البلدان متمنية الصحة والسلام والخير والبركة لجميع العالم ولسورية بشكل خاص في هذا العيد المجيد.

وفي مدينة السويداء كان الأهالي والأطفال على موعد لإضاءة مغارة وشجرة ميلاد كبيرة أمام منتجع يور ادرس بارتفاع يبلغ 13 متراً مترافقة مع ألعاب نارية وفرقة نحاسية موسيقية وعرض راقص لفرقة شهرزاد السورية للمسرح الراقص جسد وحدة النسيج السوري وتماسكه إضافة إلى مشاركة بابا نويل وشخصيات كرتونية وتوزيع ألعاب على الأطفال.

والاحتفالية تعبر حسب القائمين عليها عن رمزية وقيم الميلاد المجيد في تجسيد المحبة والسلام وزرع الفرح والبهجة في النفوس ولا سيما لدى الأطفال وخاصة بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش العربي السوري على الإرهاب وعودة الأمن والاستقرار للكثير من المناطق.

الأب فيليب المعمر من مطرانية بصرى وحوران وجبل العرب للروم الأرثوذكس بالسويداء الذي شارك في الاحتفالية يؤكد أن أجواء العيد هذا العام مميزة وخاصة أنها تأتي مع انتصارات سورية الكبيرة التي حققها جيشنا الباسل ونفتخر بها جميعاً ونتفاءل بعيد الميلاد ليكون ميلاد سورية الجديد رغم المآسي والجروح.

مظاهر البهجة والفرح التي ارتسمت على وجوه المشاركين والأطفال ودخلت قلوبهم حسب العديد منهم تؤكد أن سورية ستبقى كما كانت دائماً أرض المحبة والسلام وسيبقى أبناؤها متماسكين موحدين يسعون إلى تجسيد الفرح بأبهى صوره.

ووجهت فاديا الصدي وفرحان بشارة والطفلة كارين السهوة التحية لبواسل جيشنا الذين لولا بطولاتهم وتضحياتهم لما كان الاحتفال اليوم بالأعياد المجيدة.

ولأنها تعد من أبرز مظاهر عيد الميلاد يحرص المواطنون على وضع شجرة الميلاد بأحجام مختلفة كل حسب قدرته واستطاعته في مكان بارز في المنزل مع تزيينها بالإكسسوارات والبالونات وحبال الزينة كما فعل الطفلان جورج ودانيال السمارة اللذان زيناها أيضاً بعلم الوطن تأكيداً على الانتماء الوطني ووفاء لقائد الوطن والجيش البطل كما يقولان.

وتستكمل بعض ربات البيوت بعض مستلزماتهن لتحضير أنواع الحلويات الخاصة بالعيد كالمعمول والمرشم بحسب وئام الهزيم و دانيا الظواهرة اللتين أشارتا إلى أن العيد يعني لهما لقاء ولمة الأهل والأحبة وأجواء الفرح.

مشهد الزي التنكري لشخصية بابا نويل بثوبه الأحمر والأبيض وجرسه الذي يعمد العديد من الشبان إلى ارتدائه والوقوف داخل السوق وأمام بعض محال الهدايا أصبح كذلك أحد مظاهر العيد كما هو حال الشاب مجد الحلبي الذي يقول: إنه يحاول زرع البسمة على وجوه الأطفال في الوقت الذي يحرص فيه أهالي الأطفال على اختيار العاب لأبنائهم لتصلهم ليلة عيد الميلاد من أجل زرع الفرح والبهجة بقلوبهم كما فعل سهيل عبدو وغيره كثيرون .

ديار نصر
تصوير: حسان السماره