حماة-سانا
صناعة البسط اليدوية من الحرف التراثية القديمة التي تحافظ على رونقها وجمالها وتشد انتباه عشاق التراث التقليدي بتناسق الألوان ومتانة الخيوط التي تحيك القطع الفنية وتعطيها رونقا جميلا.
ولمحافظة حماة تاريخ عريق في صناعة البسط اليدوية مستفيدة من وقوعها على أطراف البادية حيث الإنتاج الوفير من الصوف ذي النوعية الجيدة.
عبد الكريم عكاش حرفي في خان رستم باشا بمدينة حماة يقف خلف نوله الخشبي ساعات طويلة ليمارس مهنته التي تعلمها من والده منذ أكثر من أربعين عاماً ويسعى إلى تعليمها لمن يشاء رغبة منه بالمحافظة عليها.
وقدم عكاش لمراسل سانا لمحة عن طبيعة المهنة والأدوات التي تدخل في صناعة البسط ومنها الدولاب اليدوي وأدوات النول موضحا أن صناعة البساط أو السجادة اليدوية تحتاج لما لا يقل عن ست ساعات عمل لإنتاج مترين من البساط.
ويشير عكاش إلى أنه يقوم بصناعة منتجات من القصاصات القماشية بمختلف الألوان بعدة أشكال مثل البساط أو الحقيبة أو علاقة المصحف الكريم والمساند والتكايات والمكاتب ذات الطبقتين والثلاث طبقات.
ودعا عكاش لتخفيض أسعار المواد الأولية التي تدخل في صناعة هذه المنتوجات وخاصة الخيوط القطنية وخيوط اللحمة إضافة إلى إقامة معارض داخلية وخارجية من أجل تسويق منتجاته التي تعبر عن تراثنا المحلي.
رئيس جمعية المطرزات اليدوية أحمد دبيك أوضح أن محافظة حماة كانت مشهورة بعدد العاملين الذين يمارسون هذه المهنة ولكنها تراجعت بشكل ملحوظ في السنوات الماضية كما أن ارتفاع أسعار المواد الأولية وعدم وجود سوق تصريف للمنتجات ساهم في عدم انتشار صناعة البسط اليدوية داعيا لإقامة معارض خارجية لتسويق البضائع المنتجة ومنح العاملين في المهنة قروضا دون فوائد وإعفائهم من أجور المحلات المستأجرة حاليا.
رئيس فرع اتحاد الحرفيين في حماة مسعف الأصفر بين أن فرع الاتحاد بالتعاون مع وزارة السياحة خصص في سوق خان رستم باشا ممراً كبيراً للمحلات المعنية بالحرف اليدوية والمهن التراثية ومنها صناعة البسط وقدم كل التسهيلات من أجل دعمها والمحافظة عليها.
ويشير الأصفر إلى أنه سيتم قريبا تأسيس جمعية شيوخ الكار تضم العاملين المبدعين في الحرف اليدوية والمهن التراثية من أجل دعمها والنهوض بواقعها نحو الأفضل والمساهمة في تسويق منتجاتها.
سالم الحسين وعيسى حمود