القدس المحتلة-سانا
صعد المستوطنون الإسرائيليون اقتحاماتهم الاستفزازية اليومية للمسجد الأقصى المبارك والتي تتم بأعداد كبيرة يرافقهم فيها مسؤولون في كيان الاحتلال وبحراسة قواته في محاولة لفرض أمر واقع بخصوص تهويد الحرم القدسي وفرض سلطة الاحتلال عليه.
وأشار وزير الأوقاف الفلسطيني يوسف ادعيس في تصريح لمراسل سانا إلى أنه يسجل كل يوم أكثر من عملية اقتحام يقوم بها المستوطنون على شكل مجموعات مدعومون بقوات الاحتلال لافتا إلى أن هناك قرارات صدرت من سلطات الاحتلال بتكثيف عمليات الاقتحام اليومية في محاولة لفرض أمر واقع على المسجد لكن الفلسطينيين لن يسمحوا بذلك وسيدافعون عن مدينة القدس المحتلة والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.
وأوضح ادعيس أن الاحتلال لم يكتف بالحواجز ونشر قواته على مداخل المسجد للتضييق على الفلسطينيين والمصلين بل شرع بتركيب 500 كاميرا في الشوارع والحارات والأزقة المؤدية إلى الأقصى الأمر الذي ينذر بخطورة ما يخطط له الاحتلال الذي يعمل باستمرار على هدم المسجد وخاصة أن من يقود عمليات الاقتحام هم مسؤولون في كيان الاحتلال وبضوء أخضر من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
ودعا ادعيس المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف اعتداءات المستوطنين المتواصلة على الأقصى والمقدسات العربية والفلسطينية والحفريات أسفل المسجد وحوله محذرا من نتائجها الكارثية على بنية المسجد وعلى أسسه وأسواره.
وأكد ادعيس أن الاحتلال يحاول طمس عروبة القدس المحتلة ومعالمها الإسلامية والمسيحية داعيا منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة يونيسكو التي اعتبرت القدس مدينة فلسطينية عربية محتلة يجب الحفاظ على تاريخها وحضارتها إلى التدخل العاجل لحماية القدس والأقصى من عمليات السرقة لتاريخها وحضارتها ومنع طمس تراثها العربي والإسلامي.
من جهته أشار مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر إلى أن الاحتلال حول الأقصى إلى ثكنة عسكرية لتوفير الحماية للمستوطنين أثناء الاقتحامات إضافة إلى منعه المصلين من أداء صلواتهم داخل المسجد خلال عمليات الاقتحام التي تتم في أغلب الأوقات من باب المغاربة إضافة إلى منعه آلاف الفلسطينيين من دخول المسجد بشكل نهائي في انتهاك سافر لحرية العبادة التي كفلتها كل المواثيق الدولية.
بدورها حذرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة من عمليات الاقتحام المستمرة للأقصى داعية الفلسطينيين إلى الحضور باستمرار في باحاته مشيرة إلى أن قوات الاحتلال تواصل استهداف حراس المسجد الأقصى بالإبعاد وغير ذلك من الإجراءات بحقهم لثنيهم عن التصدي لاقتحامات المستوطنين مؤكدة أن ذلك لن يمنعهم من القيام بواجباتهم تجاه الأقصى الذي يفديه أبناء الشعب الفلسطيني بأرواحهم.
وطالبت الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي مرارا بالتحرك لحماية المسجد الاقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية ومدينة القدس المحتلة من الإجراءات التهويدية اليومية والاعتداءات التي ينفذها الاحتلال بينما حذرت وزارة الأوقاف من خطورة الحفريات التي يقوم بها الاحتلال أسفل الأقصى وحوله داعية منظمة اليونيسكو إلى العمل الجاد والسريع لحماية المسجد من اعتداءات الاحتلال.
وكانت منظمة اليونيسكو قررت في الثالث والعشرين من حزيران الماضي إبقاء مدينة القدس المحتلة وأسوارها مدرجة على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر مطالبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالكف عن الانتهاكات التي من شأنها تغيير الطابع المميز للمدينة.
محمد أبو شباب