الشريط الإخباري

فرن أم علي.. مشروع للحياة وسور للأسرة

حمص-سانا

زاوية صغيرة في إحدى غرف البيت كانت كافية لتؤسس أم علي مشروعا صغيرا يدر عليها دخلا ويساعدها في تأمين احتياجات أسرتها فكان فرنا صغيرا امتلك شهرة كبيرة.

بصوتها الواثق ولكنتها القوية تقول أم علي لمراسلة سانا: “لم يحالفني الحظ في التعليم منذ الصغر وأدركني الوقت لأجد نفسي أما لـ 6 أطفال يخوضون معترك الحياة والظروف القاسية التي فرضتها الأزمة وسط تدني مستوى المعيشة وغلاء متزايد للأسعار ما دفعني إلى إنشاء هذا الفرن لإنتاج المعجنات”.

ولم تسمح أم علي للصعوبات والعقبات أن تبعدها عن هدفها فبالرغم من فقر الحال استغنت عن غرفة في منزلها القديم تطل على الحي الذي تقطن فيه وخصصتها لتكون نواة فرن بسيط يقدم المعجنات بمختلف أنواعها تخبزها منذ الصباح الباكر مع انطلاق الأطفال إلى مدارسهم وأهالي الحي إلى أشغالهم لتقدم لهم زوادة يومهم كل حسب رغبته.

ومع مرور الوقت اكتسب فرن أم علي شهرة واسعة تعدت الحي حتى باتت النسوة الموظفات والمدرسات في الأحياء المجاورة يجلبن إليها خلطات قمن بإعدادها مسبقا لتصنع لهن فطائر حيث تقوم بتجهيزها مع انتهاء دوامهن ويحضرن لأخذها بعد دفع الأجر المتفق عليه.

وأشارت أم علي إلى أنها تخبز يوميا ما يعادل 10 كغ من الطحين منذ الصباح وتحضر الحشوات مساء لافتة إلى أن نجاح مشروعها الصغير استطاع أن ينقذ عائلتها من الحاجة وأعطاها ثقة وطموحا وأتاح لها التعرف على الكثير من العائلات والأهالي ما أثرى حياتها الاجتماعية فأضحت مثالا للسيدة الناجحة والقوية والمتمسكة بأهدافها.

هيفاء السعيد معلمة في إحدى المدارس تتردد على فرن أم علي بشكل دائم لتشتري فطائر السبانخ أوضحت أن عمل المرأة بات من الضروريات في هذا الزمن بسبب صعوبة الحياة والمصاريف المتزايدة للأسرة كما أن عملها يساهم في تنمية المجتمعات وصقل شخصيتها.

بدوره أشار نادر اليونس طالب في كلية الآداب بجامعة البعث إلى أن عمل المرأة يتيح لها تحقيق استقلاليتها بعيدا عن الاعتماد عن الرجل كما يسمح لها بالانخراط بشكل أكبر في المجتمع وأن تصبح قدوة لأطفالها وترفع من المستوى المعيشي لأسرتها.

رشا المحرز