فرنسا تتجه إلى فرض حالة الطوارئ.. 133 مصاباً جراء قمع الشرطة للمحتجين في باريس

باريس-سانا

أصيب 133 شخصا واعتقل 412 آخرون خلال الاحتجاجات الواسعة التي تشهدها العاصمة الفرنسية باريس للتنديد بزيادة أسعار الوقود وغلاء المعيشة وواجهتها الشرطة الفرنسية بالقمع وإطلاق الرصاص المطاطى وقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت وخراطيم المياه.

ونقلت وكالة اسوشيتد برس عن الشرطة الفرنسية قولها إن 133 شخصا أصيبوا خلال “أسوأ أعمال شغب” تشهدها فرنسا منذ سنوات منهم 23 من ضباط الشرطة واعتقل 412 آخرون تم وضع 378 منهم في حجز الشرطة وذلك جراء الاشتباكات بين المحتجين وأفراد الشرطة في أكثر المناطق السياحية شعبية في باريس.

وكان محتجون من ذوي السترات الصفراء أمس قاموا بإحراق السيارات ورمي الحجارة على الشرطة احتجاجا على سياسات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ووصفوا حكومته بأنها “لا تهتم بمشاكل الناس العاديين” فيما ردت الشرطة بالقمع وقنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه وأغلقت عشرات الشوارع ومحطات مترو الانفاق أثناء محاولتها احتواء الاحتجاجات التي بدأت بسبب زيادة الضرائب على أسعار الوقود ثم اتسعت لتشمل جملة من المطالب المتعلقة بارتفاع تكاليف المعيشة في فرنسا.

وامتلأت صباح اليوم الطرق الرئيسية في باريس بالقرب من قوس النصر والشوارع المحيطة بشارع الشانزليزيه الشهير وحديقة التويلري بأكوام من الحطام والسيارات المحروقة بينما حمل قوس النصر العديد من الكتابات المرشوشة على جدرانه والتي قالت إحداها “ستنتصر السترات الصفراء”.

وكان بنجامين جريفو المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أعلن اليوم أن الحكومة ستدرس فرض حالة الطوارئ للحيلولة دون تكرار مشاهد بعض أسوأ الاضطرابات التى شهدتها فرنسا منذ أكثر من عشر سنوات داعيا المحتجين السلميين إلى التفاوض.

وذكرت وكالة فرانس برس أن ماكرون دعا اليوم إلى اجتماع طارئ للحكومة على أعلى مستوى مع رئيس الوزراء ادوارد فيليب ووزير الداخلية كريستوف
كاستانير والأجهزة المختصة لإيجاد حل لتحرك يبدو أنه خرج عن السيطرة غداة احتجاجات باريس التي سجلت تصعيدا جديدا في تحرك السترات الصفراء وتحول إلى أزمة سياسية كبرى.

وكان فيليب ألغى أمس سفره إلى بولندا للمشاركة في قمة حول المناخ وتوجه مساء إلى مركز للشرطة في باريس ليشكر شخصيا قوات الأمن.

من جهته دعا زعيم الجمهوريين لوران فوكييه مجددا إلى استفتاء حول السياسة البيئية والضريبية لماكرون فيما طلبت مارين لوبن لقاء ماكرون مع زعماء الأحزاب السياسية المعارضة.

إلى ذلك دعا زعيم الحزب الاشتراكي أوليفييه فور إلى تشكيل لجان حول القدرة الشرائية للمواطن الفرنسي وطالب السياسي بونوا أمون بإطلاق حوار وطني مع “السترات الصفراء” والنقابات والمنظمات غير الحكومية حول القدرة الشرائية وتوزيع الثروات وعملية الإنتقال البيئية.

وأشاد جان لوك ميلانشون زعيم حركة “فرنسا المتمردة” بحراك المواطنين الذي يثير مخاوف ماكرون والأثرياء داعيا الى إعادة فرض الضريبة على الثروة.

وكان وزير الداخلية أقر مساء أمس أن الحكومة “أخطأت أحيانا في التواصل” في حين طلب عدد من أعضاء الغالبية تليين السياسة الحكومية بعد أن واجهوا مشاكل أحيانا في دوائرهم إلا أن ماكرون أكد أنه “لن يتراجع خلافا لأسلافه”.

ولأكثر من أسبوعين أغلق محتجو “السترات الصفراء” الطرق عبر فرنسا في مظاهرات عفوية وشعبية ضد سياسات ماكرون وإجراءاته الأخيرة بما فيها زيادة الضرائب وارتفاع تكاليف المعيشة.

وتأتي هذه الاحتجاجات الشعبية في وقت تواصل فيه شعبية ماكرون تراجعها في أوساط معظم الفرنسيين الذين يرون أنها تصب في مصلحة الشركات والأثرياء فقط دون أن تعالج المشكلات الرئيسية المطروحة في فرنسا بينما يرى مراقبون أنه يسير على خطا سلفه فرانسوا هولاند الذي سجل أدنى مستوى للشعبية وذلك نتيجة الفشل الذريع الذي واجهته سياساته على مختلف الصعد الداخلية والخارجية.

انظر ايضاً

تواصل الاحتجاجات في باريس دعماً للفلسطينيين واحتجاجاً على العدوان الإسرائيلي على غزة

باريس-سانا تتواصل الاحتجاجات الداعمة لفلسطين والمنددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في العاصمة الفرنسية