أنقرة-سانا
استنكر أهالي العمال العالقين داخل منجم للفحم ببلدة ارمنك التابعة لمحافظة كرامان التركية إثر انغماره بالمياه الجوفية زيارة رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو لموقع المنجم.
وقالت صحيفة سوزجو التركية “إن الأهالي احتجوا ضد داود أوغلو لدى وصوله إلى موقع الحادث وسط تشديدات أمنية مكثفة وأعربوا عن انتقادهم الشديد للمسؤولين المرافقين له وهم تانر يلدز وزير الطاقة والموارد الطبيعية ولطفي الفان وزير المواصلات والملاحة البحرية والاتصالات وفاروق تشليك وزير العمل والضمان الاجتماعي مؤكدين أن لا معنى لوجودهم في الموقع بعد فقدان أبنائهم”.
وهتف المحتجون “ستحاسبون على هذه الفضيحة.. كنتم على علم بهذا الأمر ..لماذا لم تمنعوا الحادث”.
إلى ذلك أعرب كمال كيليتشدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري عن الأسف حيال سياسة حكومة حزب العدالة والتنمية وإهمالها وتقصيرها إزاء حادث منجم الفحم وقال في تصريحات للصحفيين في مطار أتاتورك باسطنبول “ما يؤسفني تسارع مسؤولي الحكومة إلى موقع الحادث بعد وفاة الناس بينما كان ينبغي عليهم الحضور إلى المنجم قبل حدوث الكارثة”.
وانتقد كيليتشدار أوغلو الحكومة التركية لإهمالها اتخاذ الإجراءات المناسبة قبل وقوع الكارثة في المنجم وكأنها مغيبة تماما لافتا إلى وقوع أحداث كارثية عديدة مشابهة في تركيا لتحتل المرتبة الأولى في أحداث العمل.
وقال “إن الحكومة التركية تتخذ التدابير بعد وفاة الناس لذلك يمكن أن أقول إن تركيا لا تدار بالعقل”.
من جهة أخرى اعترف فاروق تشليك وزير العمل والضمان الاجتماعي بخطأ الحكومة مشددا على ضرورة إغلاق منجم الفحم الذي حوصر فيه 18 عاملا إثر انغماره بالمياه الجوفية.
ونقل موقع صول خبر عن تشليك قوله في تصريح لصحيفة وطن التركية حول كارثة المنجم “إن تركيا تملك عددا كبيرا من مناجم الفحم الكبيرة والصغيرة وهي غير فعالة ولا تلتزم بأحكام أمن العمل لذلك يجب إغلاقها”.
وأضاف تشليك “من الخطأ إعطاء رخصة عمل في منجم بارمنك حيث يفتقد للمصعد ونظام السكك الحديدية ويضطر العامل للنزول إلى المنجم سيرا على الأقدام الأمر الذي يتطلب الكثير من العناء والجهد فكيف سيعمل العامل في هذه الظروف “مشيرا إلى أن الكارثة التي حصلت في المنجم ليست نتيجة حادث عمل إنما تقصير وإهمال.
وأشار تشليك إلى مقتل 301 عامل إثر فاجعة منجم الفحم في سوما منتقدا إصرار بعض المسؤولين الأتراك على إعادة تشغيل المنجم بعد مرور عدة أيام على وقوع الفاجعة.
إلى ذلك شهدت محافظات تركية عديدة ولا سيما أنطاليا وكوجالي مظاهرات احتجاجية منددة بكارثة منجم الفحم وقال موقع سنديكا أورج إن أعضاء البيوت الشعبية والتعاونيات الطلابية شكلوا سلسلة بشرية في محافظتي اسكشهير وانتاليا واعتصموا تضامنا مع أسر العمال العالقين في المنجم كما اعتصم أعضاء في محافظة سامسون للتنديد بإهمال الحكومة التركية إزاء الحادث مؤكدين أنهم سيواصلون النزول إلى الشوارع حتى محاسبة المسؤولين عن الجريمة.
بينما نظمت مجموعة من أعضاء البيوت الشعبية والتعاونيات الطلابية مسيرة صامتة في محافظة تشاناك قلعة مطالبين بعدم الصمت أمام جريمة منجم الفحم بارمنك.
وفي مدينة كوجالي ندد المتظاهرون بحكومة حزب العدالة والتنمية التي حملوها مسؤولية أحداث العمل في تركيا خلال مسيرة احتجاجية شارك فيها أعضاء البيوت الشعبية ودعا المتظاهرون الحكومة للاستقالة.
يذكر أن قوات الأمن التابعة لنظام أردوغان في تركيا استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق واعتراض طريق عمال المناجم في بلدة “سوما” بمحافظة مانيسا التركية خلال مظاهرة احتجاجية نظموها أمس للمطالبة بدفع أجورهم ما أسفر عن إصابة ثلاثة عمال بجروح كما اعتدت بالضرب المبرح على هجاى يلماز رئيس فرع نقابة عمال التنقيب عن المعادن في أزمير وعدد من العمال لأنهم رددوا هتافات تدعو حكومة حزب العدالة والتنمية للاستقالة لأنهم لا يريدون رئيس وزراء كذاب.