درعا-سانا
إجراءات اعتيادية يقوم بها المهجرون والعائدون إلى الوطن في معبر نصيب-جابر الحدودي مع الأردن… إجراءات لا تعادل لحظة عاشوها في ظروف التهجير القسري هرباً من التنظيمات الإرهابية التي أجبرتهم بقوة السلاح والإجرام على مغادرة منازلهم وبلداتهم فهاموا في الأرض واجتازوا عشوائياً الحدود بين البلدين.
محمد خير غنيم من أبناء بلدة الغارية الشرقية بريف درعا الشرقي جثا على ركبتيه فور دخوله الأراضي السورية وقبل تراب الوطن ودموعه تفيض عبرات الشوق والمحبة والفرح بعودة الكرامة إليه بعد تهجير دام 6 سنوات ويوجه عبر كاميرا سانا دعوة لأبناء وطنه للعودة سريعاً مؤكداً أن الإجراءات بسيطة وميسرة والاستقبال في أحسن صوره.
وبابتسامة تنضح فرحاً تنهي هند السلامات إجراءات الدخول مجدداً إلى وطنها بعد أن هجرها منه إرهاب وحشي وظلامي وتقول لمراسل سانا سأتوجه مع أطفالي إلى منزلي في مدينة الحراك بعد 7 سنوات من التهجير والغربة الخانقة هرباً من إرهابيين أرادوا قتل الحياة الكريمة التي كنا نحياها في بلدنا.. لكن الابتسامة لم تفارق وجهها فهي ستتوجه إلى مدينتها عائدة مع أطفالها شاكرة كل من أسهم في إعادة الأمن إلى مدينتها ووطنها مناشدة كل أبناء سورية العودة سريعاً حفاظاً على ما تبقى لهم من كرامة وشعور إنساني.
السوريون المهجرون العائدون حملوا ما تيسر لهم من أمتعة وتركوا خلفهم ذكريات الغربة والتهجير وتوجهوا فرادى وجماعات إلى معبر نصيب قاصدين وطناً لم يجدوا فيه إلا العزة والكبرياء وهو ما تؤكده فداء الشحمة التي كانت تقيم في الأردن مع أطفالها متوجهة إلى دمشق لتسكن قرب أهلها مشيرة إلى أن ما يزيد فرحتها بالعودة هو أن أطفالها سيعودون إلى المدرسة كخطوة أساسية لإعادة الحياة الطبيعية إليهم وهذا ما عبر عنه ابنها قصي قائلاً: عائدون إلى بلدنا إلى مدارسنا إلى حياتنا التي افتقدناها سبع سنوات.
وإلى مدينة النبك وجهتها النهائية كما تقول سناء التي حزمت هي الأخرى أمتعتها واتخذت قرارها بالعودة إلى سورية من مكان إقامتها في السعودية لتشرع أبواب ومنافذ منزلها على هواء ونسيم الشام وتبدأ صفحة جديدة مليئة بالحياة الحقيقية بعد طي سابقتها التي سحقت من عمرها ست سنوات.
التنظيمات الإرهابية التي انضوت في معظمها تحت زعامة تنظيمي جبهة (النصرة وداعش) الإرهابيين في حوران والقنيطرة وغيرهما من مناطق سورية عمدت منذ الأيام الأولى لتلقيهم أوامر مشغليهم وداعميهم وصانعيهم من دول غربية وأنظمة خليجية وإقليمية وفي مقدمتهم كيان العدو الإسرائيلي إلى الإعتداء الممنهج على الأهالي وخاصة في المنطقة الحدودية لإجبار الأهالي على الهجرة تحت تهديد السلاح كما حصل في إدلب وحلب حيث هجروا مئات الآلاف وبنيت لهم المخيمات قبل تهجيرهم حتى يستثمر النظام التركي سياسياً ومالياً على حساب السوريين.
الطفلة صبوحة بحبوح القادمة مع عائلتها تشعر بالفرح الشديد لمجرد أنها تنفست من هواء الوطن ووطأت قدماها ترابه وهي المشتاقة إلى أقرانها وجيرانها التي تحمل في ذاكرتها صورا وأحداثا عاشت معها لسنوات وهي في الغربة.
وترى سلوى مراد من السويداء أن حالة الأمن والاستقرار التي تسود معظم المناطق بفضل انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهابيين هي العامل الحاسم في عودتها إضافة إلى سهولة الإجراءات وحسن الاستقبال الذي يميز العاملين في المراكز الحدودية.
وعاد خلال الأيام القليلة الماضية أكثر من 400 مهجر بفعل الإرهاب إلى قراهم ليصل عدد العائدين من الأردن منذ افتتاح معبر نصيب قبل نحو 6 أسابيع إلى نحو 3 آلاف مواطن فروا في أوقات سابقة من المعابر غير الشرعية إلى الأردن هرباً من إجرام المجموعات الإرهابية.