القدس المحتلة-سانا
في الوقت الذي يحتفل فيه العالم اليوم بيوم الطفل والإنجازات التي تحققت لتوفير حياة كريمة للأطفال باعتبارهم رواد الغد تتعرض الطفولة الفلسطينية للاستهداف المتواصل من الاحتلال الإسرائيلي تارة بالقتل والإصابة وأخرى بالاعتقال والتهجير.
ويعيش الطفل الفلسطيني أوضاعا مأساوية حيث يتعرض لمختلف صنوف الانتهاكات الجسدية والنفسية من المحتل الإسرائيلي الذي يمعن بانتهاك حقوقه التي كفلتها القوانين الدولية ويعاني نسبة كبيرة من أطفال فلسطين أمراضا كثيرة أبرزها فقر الدم وسوء التغذية وخاصة الأطفال في قطاع غزة حيث تشير الإحصائيات إلى أن 38 بالمئة من الأطفال مصابون بفقر الدم وسوء التغذية نتيجة الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ 12 عاما والذي تسبب بفقر شديد في صفوف الفلسطينيين انعكس سلباً على الأطفال.
الاحتلال يواصل استهداف الطفولة الفلسطينية البريئة وأزهقت آلة الاحتلال العدوانية وفق تقارير حقوقية فلسطينية أرواح 2079 طفلا فلسطينياً منذ اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية عام 2000 وحتى الآن بينهم 52 طفلا استشهدوا برصاص الاحتلال خلال العام الجاري في الضفة المحتلة وقطاع غزة واستشهد 33 طفلا من هؤلاء برصاص الاحتلال خلال مشاركتهم في مسيرات العودة منذ انطلاقها بذكرى يوم الأرض في الثلاثين من آذار الماضي في قطاع غزة والتي أصيب فيها كذلك وفق تقارير طبية فلسطينية 2394 طفلا فلسطينيا وصفت جروح المئات منهم بأنها خطرة في استهداف واضح من الاحتلال للطفولة وبراءتها.
ويوضح مدير الإغاثة الطبية الفلسطينية مصطفى عابد لمراسل سانا أن واقع الطفولة الفلسطينية صعب للغاية فالاعتداءات المتكررة من الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين وخاصة في قطاع غزة تسببت بانعكاسات خطرة على الحالة الجسدية والنفسية للطفل الفلسطيني الذي ينام ويصحو على صوت الانفجارات الناتجة عن هذه الاعتداءات شبه اليومية على الأحياء السكنية.
وأشار عابد إلى أن مشاهد الدماء والدمار ووداع الأطفال لزملائهم ضحايا قوات الاحتلال في عدوانها على الشعب الفلسطيني تركت آثارا نفسية خطرة في آلاف الأطفال الذين يفجعون بقتل أحد والديهم أو الاثنين معا على يد الاحتلال الإسرائيلي حيث يوجد حالياً نحو 20 ألف طفل يتيم في قطاع غزة نتيجة اعتداءات قوات الاحتلال على مسيرات العودة وعلى القطاع عموما الأمر الذي أسفر عن مقتل آلاف الفلسطينيين.
وكشف عابد عن ارتفاع نسب الإصابة بفقر الدم وأمراض كثيرة في صفوف الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة وهذا يعود لزيادة نسبة الفقر والبطالة وعدم قدرة العائلات الفلسطينية على توفير الطعام والأدوية نتيجة الحصار الإسرائيلي وخاصة أن 90 بالمئة من الأسر في غزة تفتقد للأمن الغذائي وهو ما يهدد بشكل حقيقي حياة هؤلاء الأطفال وصحتهم وهذا يتطلب من منظمة اليونيسيف ومنظمات الطفولة في العالم التدخل العاجل لإنقاذ أطفال فلسطين من براثن هذا الاحتلال.
ولايتوقف استهداف الاحتلال للطفولة الفلسطينية عند هذا الحد فهناك آلاف الأطفال الفلسطينيين زج بهم الاحتلال الإسرائيلي داخل معتقلاته ويقوم بتعذيبهم في انتهاك فاضح للقوانين الدولية التي تدعو لحماية حقوق الطفل.
وفي هذا السياق أشار مدير دائرة الإحصاء في هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية عبدالناصر فروانة إلى أن الاحتلال يعتقل في سجونه حاليا 350 طفلاً فلسطينياً ويقوم وفق شهادات وثقتها الهيئة بتكبيل الأسرى الأطفال بالقيود الحديدية حتى تغور في أجسادهم وأطرافهم كما يتعرضون للضرب المبرح ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يتعمد الاحتلال ضرب رؤوس هؤلاء الأطفال الأسرى بجدران المعتقلات وغرف التحقيق العسكرية الأمر الذي تسبب للكثير منهم بانعكاسات جسدية ونفسية على حياتهم.
وأكد فروانة أن الاحتلال اعتقل منذ عام 1967 حتى الآن عشرات آلاف الأطفال الفلسطينيين حيث تم اعتقال نحو 8500 طفل فلسطيني منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 بمعدل 700 طفل سنوياً وهؤلاء الأطفال يتعرضون للتنكيل والتعذيب بعد اعتقالهم في انتهاك خطر لحقوق الطفل.
وعلى صعيد التعليم يحرم الاحتلال آلاف الأطفال الفلسطينيين في الضفة المحتلة من حقهم في التعليم عبر إغلاقه المدارس بالتجمعات الفلسطينية في منطقة الأغوار ومدينة القدس المحتلة الأمر الذي ردت عليه وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بإنشاء عشر مدارس أطلقت عليها تسمية “مدارس التحدي” للأطفال في التجمعات الفلسطينية بالأغوار في محيط القدس المحتلة ويقوم الاحتلال بين الحين والآخر بإغلاقها وإطلاق الرصاص والغاز على الأطفال الطلبة والمدرسين إضافة إلى ترويعهم عند المرور بالقرب من حواجز قوات الاحتلال أثناء ذهابهم إلى مدارسهم.
ويتم الاحتفال بيوم الطفل العالمي في العشرين من تشرين الثاني من كل عام لتعزيز الترابط الدولي والتوعية بين الأطفال في جميع أنحاء العالم وتحسين رفاه الأطفال وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في مثل هذا اليوم من عام 1959 إعلان حقوق الطفل كما اعتمدت في التاريخ ذاته من عام 1989 اتفاقية حقوق الطفل.