دمشق-سانا
اشتهرت مدينة دمشق عبر التاريخ بصناعة البياضات المناشف والبشاكير والشراشف التي انتشرت بعد ذلك في اغلب المحافظات السورية وصدرت إلى دول الجوار.
نشرة سانا المنوعة التقت الصناعي محمود طباع صاحب محل الطباع في سوق مدحت باشا الطريق المستقيم الذي حدثنا عن هذه الصناعة قائلا إن صناعة المناشف متوارثة أبا عن جد في العائلة فهي صناعة سورية بامتياز كما يقول المثل الشعبي ” من الباب إلى المحراب”.
وأضاف أن القطن السوري من أجود أنواع القطن في العالم وأثبت صدارته في قطاع النسيج الذي دخل في صلب صناعة البياضات “المناشف والبشاكير” لافتا إلى أن البياضات الدمشقية تكتسب شهرة عالمية.
وقال لا يخلو منزل من وجود مجموعة من البياضات تستخدم لأغراض متعددة وباتت من الأساسيات التي تشتريها العروس قبل الزفاف مشيرا إلى أنهم يقومون بتصنيع وبيع كافة أنواع البشاكير والمناشف والبرانس الرجالية والنسائية والولادية.
وحول صناعتها أوضح أنها تطورت وفق مقتضيات العصر اذ كانت تصنع على النول اليدوي الذي تطور إلى نصف آلي واليوم استخدم الحاسب الالكتروني في هندسة أجمل الرسومات التي اضيفت الى البياضات وبدت أجمل مما كانت عليه سابقا بفارق كبير من خلال تطوير الصناعة النسيجية العريقة برمتها كما أن النول الحالي زاد من كمية الانتاج ووفر الجهد على العاملين في صناعتها.
وقال بدأنا بالبشاكير العادية ووصلنا إلى منشفة المخمل التي يتم فيها حلاقة وجه النسيج لاكسابه المزيد من النعومة واستخدمنا التطريز على المناشف الخاصة بالعرسان لإضافة رونق أجمل للقطعة.
وبالنسبة للألوان المستخدمة قال طباع نعتمد على الألوان الفاتحة لأنها ثابتة لا تتغير ونستخدم حاليا الصباغ لأن هناك طلبا متزايدا عليه في هذه الأيام فهو لا يتطلب درجات عالية من الحرارة اثناء الغسيل كما ان الالوان الزاهية تعطي جمالية للقطعة التي نصنعها.
وبين طباع أن المنشفة السورية تحتل مكانة متميزة في دول الجوار وكان ذلك لافتا في المعارض التي شاركنا بها حيث سجل إقبال كبير على شراء البياضات السورية التي تمتاز بمتانتها وجودة صناعتها.
وقال إن السياح والأجانب منهم بشكل خاص يفضلون البياضات السورية عن غيرها مشيرا إلى أن لديهم الكثير من الزبائن العرب والأجانب وبعضهم من تجار الجملة الذين يستوردون كميات كبيرة من بضاعتنا حيث تجد لها سوقا رائجا في بلادهم.
وأشار إلى أنهم يستعينون بخبرات خارجية ويستنبطون منها جديدهم ويضيفون اليها البصمة الدمشقية مبينا ان هذه المهنة تستوعب أيادي عاملة كثيرة.
واختتم طباع أنه حافظ على مهنة ابائه واجداده بتطويرها وادخال روح العصر فيها فهي مصدر دخل جيد له ولعائلته.
سكينة محمد