الأديب يحيى خضور: القصة القصيرة بنت الحكاية الشعبية

حماة-سانا

الأديب يحيى خضور علم من أعلام القصة القصيرة في سورية والوطن العربي يمتلك موهبة حقيقية في كتابتها حيث تصل قصته بسهولة إلى المتلقي وتلقى لديه القبول فهو لا يكتب على خطوط النقاد ومساطرهم وهو من الكتاب الذين ساهموا بنهضة القصة القصيرة في سورية.

وفي حديث خاص لسانا الثقافية قال خضور إن القصة القصيرة بنت الحكاية الشعبية التي كانت تقصها الجدات وهي تهز السرير للأطفال ليناموا وبمقدار ما تكون القصة القصيرة مخلصة لبيئتها بقدر ما تحمل من حيوية وروحا وقربا من المتلقي مشيرا إلى أنها تتضمن من أقدم العصور ثقافة الشعوب ونسخا صادقة من مقاطع
حياتها واقعا وأحلاما وأسطورة.

وبرأي خضور فان المبدع الحقيقي لا أحد يستطيع ان يسأله لم كتب عن هذا الموضوع أو ذاك أو يكلفه بما لم يحس فيه فهذا غير وارد في عالم الإبداع فالمبدع اليوم لا يمكن ان يقف أمام مكتشفات علم النفس أو كنوز التاريخ أو الأساطير أو الفلسفة أو الحاسوب محايدا أو يمنعها أو يحجبها من الولوج إلى دفاتره والتسرب إلى ديباجته.

وأشار خضور إلى أن القصة القصيرة وصلت اليوم إلى درجة كبيرة من النضج الفني وإلى حد تمثيل حياة الناس مؤكدا أنها خرجت معجونة بدم الأيام والأحوال الاجتماعية والنفسية كما حملت هموم الأجيال واتجاهاتهم الفكرية والسلوك.

وفي رد على سؤال من أين يأتي الكاتب بشخوصه التي يكلفها نقل أحداث القصة قال خضور إن الكاتب لا ينسخ أبطاله نسخا كما نشاهدهم في الحياة العامة وإنما يختار من صفاتهم ما يناسب الأحداث وما يريده هو فيركز على صفة ويهمل أخرى.

واعتبر خضور أن العصر الحالي هو عصر الرواية بامتياز لانها قادرة على استيعاب مساحة من الزمن والمكان أكثر بما لا يقاس من القصة القصيرة التي أصبحت اليوم أقرب إلى الومضة أو بقعة الضوء لافتا إلى أن الرواية قادرة على اجتزاء مقطع واسع من الحياة ويقف إلى جانبها التلفزيون والسينما اللذان يبرزان مشكلات وعيوب المجتمع وسواها.

كما رأى خضور أن القصة القصيرة تعتمد على التكثيف وتتقاطع مع الشعر كثيرا ويميل إلى الاعتقاد بأن القصة القصيرة ستعود لأخذ مجدها من جديد إذا اهتم بها من يستطيع إخراجها صورا حية كما حدث في مسلسلي “بقعة ضوء” و”مرايا” وهي مقاطع ناطقة من لحم ودم الحياة.

وعن تجربته في القصة القصيرة يروي خضور “ابتدأت حياتي الأدبية شاعرا ولدي ديوان شعر مخطوط لم ير النور بعد” ولكن حول كيفية تحوله إلى كتابة القصص قال “في الواقع أن بين القصة القصيرة والشعر تراسلا قديما لكن لما رأيت أن الشعر غنائي أو خطابي وأنه يحتاج إلى لغة خاصة ونسيج خاص ولا يصل إلى الجمهور بسهولة اكتشفت أن القصة أقدر من الشعر على رسم الشخصيات واستنباطها وتقديم الحدث بصورة جذابة وغير مباشرة في مقابل الصورة المباشرة في الشعر”.

ويتابع خضور “ملت إلى كتابة القصة إضافة إلى أن القصة القصيرة تخبئ لغزا لا يظهر مباشرة وهذا ما يشغل بال الذهن ويدعو إلى المتابعة ومن هنا يستطيع القاص أن يقود قارءه إلى الغرض الذي يشاء والهدف المبتغى إضافة إلى متعة الاكتشاف لدى القارئ”.

وختم خضور انه في عام 1970 نالت قصتي وهي بعنوان “قتلوه مرتين” جائزة القصة القصيرة في محافظة حماة وفي عام 1980 كتب اتحاد الكتاب العرب بتونس ان مجموعتي القصصية “فتاوى قلقة” هي من أربع قصص مرشحة لجائزة اتحاد الكتاب.

يذكر أن الأديب خضور من مواليد 1940 حائز على درجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها وعلى دبلوم في التربية وعلم النفس من كلية التربية جامعة دمشق كما قام بتدريس اللغة العربية وآدابها في مدارس سورية وفي بلدان المغرب العربي وكان له شرف المشاركة في حرب تشرين التحريرية عام 1973 .

وصدر للكاتب مجموعات قصصية مطبوعة هي “جائرة لأقبح وجه بشري” عام 1994 و”رحلة في القطب المتجمد العربي” 1995 و”شهرزاد تسترد مملكتها” عام 1998 و”فتاوى قلقة” عام 2001 إضافة إلى “البيت والدخان” وهي عبارة عن مذكرات شخصية من حرب تشرين التحريرية كما أن له مجموعات قصصية قيد الإنجاز هي “دموع للتاريخ” و”مساحة من الهم” و”دكتور مسبق الصنع” و”جلسة في برلمان المثقفين” وديوان شعر بعنوان “من يستحق الوطن”.

سهاد حسن

انظر ايضاً

وزير العدل يلتقي وفداً من المحامين الأتراك بدمشق

دمشق-سانا التقى وزير العدل القاضي شادي الويسي وفداً تركياً رفيع المستوى من محامين ووكلاء محامين …