واشنطن-لندن-سانا
اعتبرت وسائل إعلام أميركية وبريطانية اليوم أن رواية النظام السعودي الأخيرة حول جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ليست سوى حلقة من حلقات المماطلة والمراوغة في محاولة لتبرئة ولي عهد النظام محمد بن سلمان من أي مسؤولية في هذه الجريمة.
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية في عددها الصادر اليوم: “الرواية الأخيرة للسعودية عن عملية قتل خاشقجي صادمة في جرأتها وتتحدى كل من طالب بتحقيق شفاف بمن فيهم أعضاء بارزون في الكونغرس” مشيرة إلى أن قبول هذه الرواية يعني تجاهل حقائق راسخة منها تعرض الصحفي السعودي للاعتداء والاختناق فور دخوله القنصلية.
ودعت الصحيفة إلى إجراء تحقيق دولي في هذه القضية لافتة إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحاول التغطية على سلطات النظام السعودي كما طالبت بوقف جميع المبيعات العسكرية للرياض ووقف التعاون معها حتى اكتمال تحقيق دولي موثوق به مشيرة إلى أن الرواية السعودية حول قتل خاشقجي هي “مثال آخر على سلوك ابن سلمان المتغطرس والمتهور”.
وكان الادعاء العام التابع للنظام السعودي قال أمس إن خاشقجى خدر فى القنصلية بجرعة كبيرة ما أدى إلى مقتله قبل أن يتم تقطيع جثته وتسليمها إلى متعاون خارج المبنى الدبلوماسي ونقلها إلى خارج القنصلية في اسطنبول.
بدورها اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها أن رواية النظام السعودي الجديدة التي قدمها المدعي العام السعودي أمس تتناقض مع تصريحات سابقة للنظام ومسؤولين كبار في البيت الأبيض حول الاستنتاجات بشأن قتل خاشقجي.
ولفتت الصحيفة في تقريرها إلى أن رواية سلطات النظام السعودي في قضية خاشقجي تغيرت مراراً وتكراراً بعد الإبلاغ عن اختفائه لأول مرة مع إصرار كبار المسؤولين في البداية على أنه غادر القنصلية بأمان واعترف بعد أسابيع قليلة بأنه قتل داخل القنصلية السعودية باسطنبول.
بدورها أشارت صحيفة الغارديان البريطانية في مقال لها إلى أن إعلان الادعاء العام في النظام السعودي نيته المطالبة بإعدام خمسة من المتهمين بجريمة اغتيال خاشقجي هي الأحدث في مسلسل يسعى من خلاله نظام بني سعود إلى إبعاد ولي العهد والحاكم الفعلي للبلاد عن الجريمة البشعة.
وقال العديد من المسؤولين الحاليين والسابقين من تركيا والولايات المتحدة وأماكن أخرى إن مثل هذه العملية المعقدة والمحفوفة بالمخاطر لم يكن من الممكن القيام بها دون علم ابن سلمان على الرغم من عدم الإعلان عن أي دليل يربطه مباشرة بالجريمة.