S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
دمشق-سانا
رغم أعمارهم الصغيرة إلا أن الشغف باللون قاد أناملهم لرسم ونحت قطع فنية تنبىء بمستقبل واعد لفنانين كبار فكان معرضهم الطفولي الذي افتتح في المركز الوطني للفنون البصرية نابضا بإبداعهم وجمالية فنهم.
الأطفال الخمسون المشاركون في معرض (الفن للجميع) هم من مرسم شغف ورغم تفاوت أعمارهم إلا أن الموهبة المترافقة مع الأسس العلمية الصحيحة ظهرت بين خطوط لوحاتهم وتفاصيل منحوتاتهم لتعلن عن بداية خروج معارض الرسم للأطفال من دائرة الهواية إلى الاحتراف.
المستوى الفني العالي للوحات كان هو ما لفت الدكتور غياث الأخرس مدير المركز الوطني للفنون البصرية لاستضافة المعرض موضحا أنه تضمن لوحات تكشف عن مواهب فنية كبيرة لدى الاطفال لأن الأساتذة المشرفين على الأطفال من خريجي كلية الفنون الجميلة بدمشق وأقاموا ورشات عمل تحضيرية احترافية ومبنية على قواعد علمية جدية صحيحة.
وأكد الأخرس أن مركز الفنون البصرية يتوخى الجودة في انتقاء المعارض ويشجع الشباب بشكل خاص ويسعى لدعم كل أصحاب المواهب كاشفا عزم المركز إقامة المزيد من المعارض للأطفال لتشجيعهم ودعم مواهبهم.
وأشارت ريم الحايك فنانة تشكيلية ومديرة مرسم شغف إلى أن المعرض يأتي نتيجة لورشات عمل أقامها المرسم في فترات سابقة للأطفال مقدما فرصة مهمة لهم لعرض لوحاتهم ضمن مكان مميز كالمركز الوطني للفنون البصرية.
والهدف من هذه المعارض بحسب الحايك تقوية شخصية الأطفال وجعلهم يؤمنون بالفن والخروج من فكرة أن الفن رفاهية بل هو خدمة للمجتمع ككل موضحة أن مرسم شغف يقوم على فلسفة فنية عميقة تعتمد على تقسيم الأطفال حسب أعمارهم والعمل معهم بطريقة معينة بتوجيهات وملاحظات ومعلومات وإعطائهم كلما كبروا قيما فنية أعقد ومعلومات أكاديمية بحتة.
وفي ركن بالمعرض كانت الطفلة نايا مصطفى 9 سنوات والتي تحلم أن تختص بالنحت في المستقبل تقف أمام منحوتتها والتي تعبر عن الفرح والحزن عبر تقسيم التكوين النحتي بمهارة إلى قسمين والاشتغال عليه باستخدام الطين والألوان المائية.
أما اليافعة جودي البحرة ذات الـ 17 عاما فاختارت أن تعبر عن نفسها كفنانة عبر لوحتين الأولى تمثل منظرا طبيعيا بألوان مائية جريئة والثانية محاكاة لزهرة طبيعية.
فيما شارك الطفل تيم محمود 6 سنوات بمنحوتتين الأولى تمثل طفلا مصنوعا من الطين والألوان المائية والثانية تمثل وجها سعيدا واختارت الطفلة ميرا الرواس 6 سنوات الوجوه فشاركت في المعرض عبر لوحتين الأولى وجه طفلة محاط بالنجوم بالاعتماد على الأبيض والأسود إضافة إلى لوحة تمثل وجوها عادية.
وكان من أبرز المشاركات في المعرض ما قدمته الطفلة المى السماك ذات الـ 10 سنوات والتي قدمت ثلاثة أعمال بتقنيات مختلفة الأولى سريالية تعتمد على الألوان الجريئة والثانية تنتمي للمدرسة الوحشية تمثل أما مع طفلها مع إضافة زخارف وتفاصيل أما الثالثة فهي أشغال يدوية تمثل وجه بورتريه مصنوعا بالكرتون مع تفاصيل سريالية متنوعة.
مرسم شغف مبادرة شبابية خاصة تستقبل الأطفال بأعمار مختلفة وتعلمهم مهارات الرسم والنحت وفق أسس ومناهج تعليمية أما المركز الوطني للفنون البصرية فيضم أكبر صالة عرض للفنون التشكيلية بالمنطقة مساحتها نحو 1300 متر مربع نفذت بمواصفات تقانية عالمية مع صالة أخرى بالمساحة نفسها خاصة بإقامة ورشات عمل لفنون التصوير والنحت والحفر المطبوع إضافة إلى مسرح يتسع لنحو ألف زائر.
ميس العاني
