الشريط الإخباري

(قوارير العطر).. مطاعم دمشق القديمة تغص بروادها

دمشق-سانا

“هل تعرفون معنى أن يسكن الإنسان في قارورة عطر .. بيتنا كان تلك القارورة”، هذا ما وصف به الشاعر الكبير نزار قباني البيت الدمشقي القديم المفعم بنفحات الياسمين والورد الجوري المعربش على جدارنه ليحكي عراقة وأصالة هذه التحف المعمارية التي تحول عدد كبير منها إلى فنادق ومطاعم حيث تم ترخيص أكثر من 100 بيت دمشقي كمنشأة سياحية حسب مديرية سياحة دمشق.

وتستقطب هذه المطاعم التي تتموضع بمعظمها في دمشق القديمة “باب شرقي والقيميرية والعمارة وباب توما والقشلة والأمين وغيرها” الكثير من الزوار الذين يستمتعون بمنظر البيت الشامي الواسع وببحرته وفسقياته ومشربياته وزخارفه ويتناولون طعامهم مع صوت مياه البحرة وحفيف شجيرات الياسمين.

المغتربة السورية في المكسيك هبة مغربي أشارت إلى أنها تقصد أحد هذه المطاعم في كل زيارة لها إلى دمشق وتقول “إنها تأتي إلى هذا المكان لأنه يعطيها الإحساس بالأمان والحنين وذكريات بيت عائلتها الذي كان في باب شرقي ولتعلم أطفالها عراقة وسحر هذه البيوت والمطاعم”.

بينما تهوى السيدة جوليا عثمان زيارة هذه المطاعم مع عائلتها لتناول الأطباق الشامية المعروفة وسط اجواء تعيدها إلى الزمن الجميل.

وتتشابه هذه المطاعم بمظهرها العام حيث يتوسطها صحن الدار الكبير الذي تنيره السماء وتزينه الأشجار والنباتات الشامية المعروفة ويتوسط هذه الفسحة السماوية وأرضيتها المزخرفة “البحرة” والمنفذة عادة من الآجر المشوي والمكسوة بالرخام المشقف أحيانا وأحيانا أخرى بأحجار سوداء وبيضاء وتزينها خيوط هندسية وفنية منحنية تتوزع على حوافها.

وتتوزع قاعات وغرف البيت الشامي حول الفسحة السماوية التي عادة توضع الكراسي والطاولات فيها صيفاً لتنتقل شتاء إلى القاعات والغرف أو يتم سقف الفسحة شتاء بغطاء سميك ليتمكن الزبائن من الجلوس حول البحرة في كل الفصول.

منار معرواي صاحب أحد المطاعم في باب توما أشار لـ سانا سياحة ومجتمع إلى أن زوار هذه المطاعم يقصدونها لرغبتهم في الاستمتاع بالأجواء الهادئة في هذه البيوت التي يغلب على تصميمها البساطة والعفوية ودقة التفاصيل التي تروي قصصا دمشقية عتيقة.

وذكر أن مطعمه يقصده أشخاص من مختلف الفئات العمرية حيث تجد كبار السن يلعبون طاولة الزهر والورق والمنقلة بينما بعض الشباب يتحلقون حول البحرة ينجزون أعمالهم على الحاسوب مع كأس من الشاي أو فنجان قهوة.

بشرى معلا

انظر ايضاً

بزراعة الياسمين والنارنج… حملة (إعادة الألق لمدينة دمشق القديمة) تواصل عملها

دمشق-سانا تواصل مديرية دمشق القديمة بالتعاون مع المجتمع المحلي حملة “إعادة الألق للمدينة القديمة” التي …