بيروت-سانا
أكد الكاتب الفلسطيني زهير أندراوس أن بعض دول الخليج تستخدم سلاح النفط اليوم “لوأد” حركات التحرر في الوطن العربي بسبب “العداوة المطلقة” من هذه الدول للقومية العربية وللوحدة العربية اللتين تشكلان خطرا كبيرا على تلك “المحميات الأمريكية”.
وفي مقال نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية اليوم بعنوان تركيا تتاجر بدماء العرب أوضح الكاتب أن “التبعية المطلقة لأمريكا باتت شعار المرحلة وباتت الأموال العربية المنهوبة من الشعوب العربية تستخدم من قبل الغرب لتفتيت الوطن العربي وتمزيق المجتمعات العربية من المحيط إلى الخليج ضمن ما يسمى مخطط “الشرق الأوسط الجديد”.
وأشار الكاتب إلى الأحداث التي شهدتها دول عربية كمصر والعراق وصولا الى سورية فقال “ما يفعلونه هو انهم اخرجوا مصر من محور المقاومة في عام 1979 عن طريق اتفاق كامب ديفيد ودمروا العراق وأضعفوه وبات هذا البلد ممزقا وطنيا 00 وفي سورية يعملون دون كلل أو ملل من أجل إسقاط آخر معقل للقومية العربية عبر الإرهاب الأممي المدعوم من السعودية وقطر وتركيا هذه الدولة التي لا تخفي أطماعها بإعادة أمجاد العثمانيين الذين أعادوا العرب إلى الوراء مئات السنين خلال عهد الإمبراطورية العثمانية”.
وشدد الكاتب على ان العلاقات بين قطر وتركيا “الوطيدة والحميمة” أكبر دليل على “تعاون العربي مع التركي ضد العربي” و قال “تركيا كانت أول دولة اعترفت بإسرائيل في الجمعية العمومية للأمم المتحدة” مشيرا إلى أن “إسرائيل” وتركيا “حليفتان استراتيجيتان على الرغم من مسرحية الخلاف المصطنع بينهما وتربطهما عشرات الاتفاقيات الأمنية بالإضافة إلى ذلك خلال العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة حيث كشفت صحيفة تركية النقاب عن أن الطائرات الإسرائيلية كانت تستخدم المطارات التركية للتزود بالوقود كما أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي الذي قتل من العرب والمسلمين في العقدين الأخيرين مئات الآلاف وشرد وهجر الملايين من بيوتهم في ليبيا والعراق”.
وأضاف الكاتب “إن عضوية أنقرة في هذا الحلف المعادي للأمة العربية يفقدها أخلاقيا وعسكريا صدقية الادعاء بأنها تعمل من أجل مصالح الأمة العربية كما أن استماتتها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي هو مؤشر آخر على أن هذه الدولة تعمل كل ما بوسعها من أجل الإمعان في إضعاف الدول العربية لاكتساب النقاط الإيجابية في الولايات المتحدة واسرائيل”.
وختم الكاتب اندراوس مقاله بالإشارة إلى التصريحات التي أدلى بها العديد من المسوءولين الأتراك فيما يتعلق بالعلاقة بين واشنطن وأنقرة والتعاون بينهما في الحرب المعلنة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي وقال “إن الأتراك يقومون بالإنابة عن إسرائيل بمحاولة مفضوحة لإشعال المنطقة وإدخالها في دوامة من العنف ونحن نعرف كيف تبدأ ولكن لا نعرف كيف تنتهي”.