دمشق-سانا
تضمنت ندوة كاتب وموقف الشهرية التي استضافها ثقافي أبو رمانة بعنوان “الشعر السوري الراهن والموقف منه” مساء اليوم مجموعة قراءات شعرية للشاعرين الدكتور نزار بريك هنيدي والدكتور راتب سكر إضافة إلى رؤى نقدية لبعض المشاركين والحضور.
وقرأ الشاعر سكر قصيدة بعنوان “مجرد مدن لكننا نعرفها” مر خلالها بعاطفة متدفقة على موقفه الوطني من المدن السورية والعربية معتبرا أنها ذات ألق واحد وأمل واحد ولا يمكن للشاعر أن يحب مدينة دون أخرى حتى يقطع الطريق على ذلك الاستعمار الذي شاء أن يكون الوطن العربي مجموعة من المدن والدويلات فقال:
تعبت من التراب .. معلقا في دفتر ..فجبلته مدنا تناديني دخلت الى شوارعها.. افتش عن أصيحابي.. لعل بقية منهم.. على الشرفات تعرفني وتصرخ أصاحبي.. فأجيبها.. بهتاف أوردتي وما فيها من الاشواق يضنيني..
وفي قصيدة بعنوان “أبي ينحت الحجر” بين فيها الشاعر سكر طبيعة العلاقات الجميلة التي يعيشها الآباء والأبناء عندما تكون رائقة وتصل إلى مستواها الحقيقي بالحب والاحترام المتبادل حيث استعرض بقصيدته تقديره لأبيه وذكرياته ومدى أهمية ما كان ابوه من أجله في الماضي فقال:
بالحديد يرن على أذن النهار.. والمقالع أنشودة في يديه سرحت شعرها بالغبار.. رقصت بالمزاهر.. تحمل طيبا ونورا إليه وأبي سيد في الحوار.. بالحديد يرن ويصغي إليه النهار.
أما الشاعر هنيدي قدم مجموعة من قصائده التي تميزت بمحاولة اللجوء إلى الحكمة والسعي إلى أسلوب تعبيري مكثف فيه أولوية الحالة الإنسانية والاهتمام بالوسائل التي تؤمن للإنسان العيش الكريم وذلك بأسلوب مكثف مختصر كقصيدة القليل القليل فيقول:
بالقليل من الفرح المتبقي لنا.. سنغني جلال الغروب بالقليل من الذكريات التي لا تزال تعشش بين غصون الكلام سنسعى إلى أن نعيد اكتشاف الدروب..
وفي قصيدته الثانية نافورة الوجد استخدم هنيدي الدلالة والإيحاء في كتابة قصيدته التي حاول أن يوازن فيها بين الرمز والعاطفة وفق التوازن الموضوعي الذي قدم من خلاله رؤية إنسانية لشاعر عاش تجارب شعرية مختلفة في حياته حيث قال:
كيف اكسر سطح الجليد.. لاستل روحي وأخرجها من غلالتها.. كيف أحفر نهرا.. لتنساب فيه الأحاسيس صاعدة.. من دهاليز أعصابها كيف أحرق صمت العصور.
وعن رأيه بقصيدة الومضة قال هنيدي إن القصيدة القصيرة التي اختلفت تسميتها بين الومضة والمنمنمة أو غير ذلك مما يطلق عليها كتابها هي موجودة منذ القدم وعبر عن ذلك كثير من الشعراء والنقاد القدامى حيث رأوا أن القصيدة الطويلة هي مجموعة مقاطع شعرية قصيرة لافتا إلى أهمية حضور الفكرة المهمة والصورة والكثافة التي يجب أن تؤدي الحالة التي يريدها الشاعر إضافة إلى أن القصيدة الطويلة لا تحتاج إلى شرح وتأويل بطريقة كتابتها نظرا لعدم اختلاف النقاد عليها واعتبارها دليل الموهبة الحقيقية.
ورأى الشاعر سكر أن القصيدة التي تميل بأسلوبها إلى السرد كقصائده يجب أن تحمل رؤى فنية وأسسا تدل على وجود الحالة الشعرية وأن القصيدة بأي أسلوب تكتب فيه عليها أن تكون مدهشة وبذلك ترقى إلى مستوى الشعر.