حمص-سانا
استهوت البيوت القديمة والمجسمات التراثية الفنان الشاب مرهف الصالح منذ نعومة أظفاره فعمل على تشكيل لوحاته الفنية مستخدماً ما يسمى الطينة الكورية لتضفي على إنتاجه الفني المزيد من الجمال والإبداع في البناء وليدخل عليها بصمته الإبداعية الخاصة.
سافر الصالح إلى كوريا الديمقراطية ليتمكن من دراسة الفن التشكيلي في أحد المعاهد التشكيلية الكورية فتأثر بهذا الفن العصري ثم قام بعدها بزيارة العديد من المناطق الأثرية والتاريخية في أوروبا بهدف صقل فنه والتعمق أكثر في تراث الشعوب المختلفة وحضاراتها.
وبعد سنوات قضاها في الغربة يعود الصالح إلى سورية ليجسد أحلامه ورؤاه الفنية في وطنه حيث أشار في حديثه لنشرة سانا الشبابية إلى أنه عمل خلال زيارته للعديد من المدن العريقة في المغترب على التواصل مع فناني تلك البلدان ليقف عند إنتاجهم الفني والقيمة المضافة التي يعملون على ضخها في مجال الفن بأشكاله المختلفة.
وعن سبب استخدامه للطينة الكورية يقول الصالح أن هذه الطينة تعتبر من أدوات البناء وهي رخيصة الثمن مقارنة بغيرها من مواد السيراميك والرخام وهي تضفي على البناء تألقا وجمالاً.
وأضاف الصالح أنها تتكون من الأسمنت الأسود والجبص ومادة النحاتة إضافة إلى مواد عازلة ضد الرطوبة والصباغ التي غالباً ما تعكس الألوان الترابية وتدرجاتها لتضفي على البناء رونقا خاصا يفتقده البناء التقليدي.
وعن الأشكال التي يجسدها بالطينة الكورية يقول الصالح التراث الغني والبيئات المتنوعة الموجودة في وطننا كالطاحونة والبئر العربي والجرار الفخارية بأشكالها ودولاب عربات الجر القديمة والجذوع الخشبية والنخلة ودالية العنب والعنقود والأبواب القديمة وغيرها تشكل لي خيالاً خصباً استمد منه مفردات إنتاجي الفني.
وينفذ الصالح العديد من الأعمال الفنية في مجموعة من المطاعم السياحية داخل سورية وخارجها ومنها مشروع منتجع سياحي على طريق حمص- طرطوس الذي عمل فيه على إضفاء الصبغة التاريخية المحافظة على مكوناته البيئية كما عمل على تجميل عدد من الحدائق في عدد من أحياء مدينة حمص باللوحات التدمرية المعتقة إضافة إلى عمل فني في ياطر جنوب لبنان وهو عبارة عن مرساة سفينة.
واختتم الصالح بقوله عملي في هذا المجال وباستخدام الطينة الكورية يشعرني بالسعادة و الرضا عما أنجزه إضافة إلى كونه يشكل لي ولأسرتي المكونة من ثلاثة أولاد مورداً اقتصادياً مقبولاً.
ويسعى الصالح حالياً إلى تجسيد عمل فني باستخدام الطينة الكورية يهديها لأرواح شهداء أطفال مدرستي عكرمة والمخزومي وهذا العمل عبارة عن مجسم لملاك بهيئة طفل يحمل طفلا شهيدا تخليدا لذكرى الأطفال الأبرياء الذين سقطوا ضحية الأعمال الإرهابية الوحشية.
تمام الحسن