الشريط الإخباري

المعرض 3 لهواة الفن التشكيلي فرصة لتبادل الخبرات الفنية بين الشباب والمحترفين

اللاذقية-سانا

نحو أربعين شابا وشابة من الهواة إضافة لعدد من المحترفين زينوا جدران صالة الباسل للمعارض بإبداعاتهم التشكيلية التي تنوعت ما بين الرسم والنحت ضمن المعرض الثالث لهواة الفن التشكيلي الذي يقيمه فرع اتحاد الفنانين التشكيليين في اللاذقية والذي يستمر لأسبوع كامل منذ انطلاقته نهاية الأسبوع الماضي.

وتنوعت اللوحات التي قدمها المشاركون ما بين الرسم بالألوان الزيتية والحفر على الورق إضافة لتقنية الرسم بالرصاص إلى جانب المنحوتات التي تضم الحجر والخشب والرخام وغيرها من المواد التي أغنت المعرض بشكل كبير فكان خطوة نحو الأمام في تنمية علاقة الفنانين المشاركين مع جمهورهم والتعريف بأنفسهم بشكل أفضل من جهة ومعرفة رأي النقاد بأعمالهم من جهة أخرى.20141022_181114

وفي حديث لنشرة سانا الشبابية قال جورج كفا عضو اللجنة التنظيمية الخاصة بالمعرض أن المعرض هو واحد من المعارض الدورية التي يقيمها  اتحاد الفنانين التشكيليين في اللاذقية ويندرج ضمن مهامه التي تهتم بالفنون التشكيلية وتعريف الجمهور بها وبممارسيها بشكل أفضل فالمعرض الجماعي هو فرصة لإبراز
التنوع في الأساليب والمستويات الموجودة على الساحة الفنية ولاسيما أن غالبية المشاركين هم من الأعضاء المنتسبين حديثا للاتحاد ويقدمون أعمالا جديدة وحيوية ما يعطيهم فرصة لتجديد معلوماتهم والإطلاع على تجارب بعضهم البعض.

وأضاف أن اللجنة المشرفة على اختيار الأعمال انتقت أفضل ما قدمه المشاركون وفق معايير تراعي خبرة الفنان وحداثة عهده في هذا المجال معتبراً أن المشاركة في المعرض هي خطوة أولى لعدد كبير من الفنانين على طريق الفن الذي يحتاج الكثير من التعب والاجتهاد.

وأشارت الفنانة علا شكوحي إلى أن مشاركتها في المعرض تجسدت بلوحة أسطورية بالأبيض والأسود استخدمت بها تقنية الحفر على الورق بواسطة المشرط لافتة إلى وجود لوحات لمشاركين آخرين استخدموا التقنية ذاتها والتي تتطلب دقة وصبرا لإنجاز التفاصيل الصغيرة.

وأكدت شكوحي أنها استفادت بشكل كبير من الدورات التي يقيمها المركز الثقافي في اللاذقية والتي اتبعتها لمدة عامين وستستمر في تعلم التقنيات الأخرى المتعلقة بالرسم الزيتي والفحم والحفر على الخشب.20141022_182720

أما الفنان مجد شاهين فذكر أنه استطاع إضفاء ملامح قريبة من الواقع على لوحته التي تصور الطبيعة الصامتة التي أنجزها بواسطة الحبر الذي يعد من التقنيات المميزة التي استخدمها فنانون عالميون ولاسيما في الصين معتبرا أن وجوده في المعرض سيضيف إلى سيرته الفنية قيمة جديدة يسعى إليها في مشواره الفني الذي بدأه منذ عام ونصف العام وأن المشاركة في المعارض إلى جانب الانتشار الذي يحققه الفنانون الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي اختصر بعضا من الجهد في تعريف الفنان بنفسه جماهيرياً.

ورأى جورج شويط الذي شارك بعدد من لوحات الكاريكاتير أن وجوده ضمن معرض الهواة هو فرصة للتواصل ما بين الجيل القديم والجديد خاصة لمن هو مهتم بفن الكاريكاتير الذي يحتاج عمقاً ثقافياً وفنياً كبيراً فالتجارب الجديدة في هذا المجال تتطلب مزيداً من التوجيه الذي يمكن أن يحصل عليه الهواة من خلال الاطلاع على المعارض المختلفة ما يتيح فرصة لتطوير أدواتهم لرفد هذا الفن بدم جديد يزيد من أثره في الساحتين الفنية والثقافية.

وكان للنحت حضور متميز في أركان مختلفة من المعرض حيث تناول النحاتون المشاركون مواضيع مختلفة تنوعت مابين نقل للمواقف الشخصية أو العودة لميثيولوجيا قديمة أو تجسيد لعناصر الطبيعة حيث أوضحت الفنانة التشكيلية ريم زرقا أن إقبال الجمهور الجيد على المعرض يدل على مدى تفاعلهم مع الفن كقيمة إنسانية.

وأشارت إلى أنها أرادت تأريخ لحظة عزيزة على قلبها من خلال تجسيد يدي عاشقين تمسكان ببعضهما البعض بطريقة غير مألوفة فيها الكثير من الحب والعمق والاحتواء.20141022_182752

وشارك الفنان جابر أسعد بأعمال فنية منحوتة من الخزف تجسد شيئا من الواقع مع وجود لمسات من رؤيته الخاصة كالسيف الدمشقي الموجود في ساحة الأمويين بدمشق والإناء الفينيقي الذي استخدمته النساء لحفظ العطور مؤكداً أنه استطاع بعد عامين من التدريب أن يقطع شوطاً هاماً في مجال النحت بواسطة الفخار فكل عمل يصممه على الورق بشكل أولى ليقوم فيما بعد بتطبيقه على الخزف الذي يعتمد على الفخار والطين المجبولين معا كمادة أولية.

بدوره قال النحات طارق شخيص أنه يعمل في مجال النحت منذ أكثر من 15 عاما لكنه رغب بأن يقدم ما لديه ضمن معرض الهواة لإعطاء الشباب دعماً معنوياً يزيد من إصرارهم على متابعة مشروعهم الفني.

ويضيف جسدت الأمومة بمنظوري الشخصي عبر منحوتات اعتمدت بها على خشب الزيتون بما يحمل من أصالة ومتانة كقلب الأم تماما وحاولت وضع لمساتي الخاصة في الحفر على الخشب الطبيعي الذي اختار أنواعاً عديدة منه كالليمون والزان والزيتون على اعتبار أنه يعيش عمراً أطول ويحتاج حرفية عالية في العمل كما قدمت منحوتة عن الأرض التي تربي الأجيال للدفاع عنها في إشارة لوطننا الأم سورية التي كان أبناؤها مثالاً حياً للتضحية والوفاء.

واعتبر الفنان التشكيلي والناقد الفني سمو قان أن المعرض هو فرصة لتشجيع الهواة ومحبي الفن مثنياً على الحضور القوي الذي سجلته الأعمال النحتية ما يؤكد على انتشار هذا الفن بشكل أكبر في الوسط التشكيلي.
ويقول الأعمال المقدمة توحي بأن المشاركين لهم مستقبل نحتي جيد أما التصوير والرسم الزيتي والأعمال الأخرى فنلاحظ أنها تعتمد على النقل والنسخ وهو أمر يجب تجاوزه لأنه الفن يحتاج إلى الإبداع وإطلاق الخيال بشكل أكبر ولكن الأعمال المقدمة يمكن البناء على تجارب أصحابها مستقبلا.

وفي السياق نفسه أشار الفنان التشكيلي عنتر حبيب إلى أن الفكرة التي يعتمد عليها معرض الهواة تتيح المجال للمشاركين لمعرفة رأي النقاد بأعمالهم وتسجيل الملاحظات التي يمكن أن تفيد مسيرتهم الفنية المستقبلية فالاحتكاك ما بين الهاوي والمحترف أمر ضروري للطرفين ولاسيما أن المعرض يقدم عدداً من الأعمال التي تحمل لمسة فنية جميلة رغم وجود بعض الملاحظات على أعمال التصوير لأن الفنانين لم يتجاوزوا بعد المرحلة التعليمية للدخول في مرحلة الإبداع لكن الأعمال النحتية بمجملها كانت جيدة وملفتة للنظر.

ياسمين كروم