لندن- سانا
أكد وزير خارجية حكومة الظل في بريطانيا دوغلاس الكساندر ان عملية قطع التمويل عن تنظيم داعش الارهابي يجب ان تبدأ من مشيخات الخليج حيث يعمل ممولو الأرهاب بمن فيهم الأفراد الأثرياء والمؤسسات التي تعمل بذريعة دينية على جمع اموال طائلة لداعش وغيره من التنظيمات الأرهابية والمجموعات
المتطرفة في سورية والعراق بشكل خاص ومنطقة الشرق الاوسط عموما.
وفي سياق مقال نشره في صحيفة ديلي تلغراف البريطانية اوضح الكساندر ان تنظيم داعش الأرهابي اعتمد منذ بداياته على الأموال التي وصلت اليه من دول الخليج وعلى رأسها السعودية وقطر والكويت .
وجدد الكساندر تأكيده على انه تم استخدام عواصم خليجية بما فيها الرياض والدوحة والكويت من قبل افراد اثرياء ومؤسسات دينية لتحويل ملايين الدولارات إلى عناصر متطرفة اما بموافقة ضمنية من الأنظمة الحاكمة في هذه الدول او باستغلال الاجراءات والقوانين الضعيفة فيما يتعلق بغسيل الاموال.
واشار الكساندر إلى ان الاموال الخليجية التي تدفقت إلى تنظيم داعش الارهابي جعلته واحداً من اكثر التنظيمات الارهابية تمويلاً في العالم .
وكانت وزارة الخزانة الامريكية كشفت مؤخرا بأن تنظيم داعش الإرهابي يحصل على جزء كبير من تمويله من بيع النفط المسروق من سورية والعراق الذي يبيعه عبر الأراضي التركية لكنها زعمت أن عمليات البيع تتم في السوق السوداء في محاولة منها لتبرير ساحة حليفتها حكومة حزب العدالة والتنمية التركية المتورطة أساسا بدعم الإرهاب في المنطقة برمتها.
ولفت الكساندر إلى ان النقاشات حول شرعية وفعالية العمليات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الارهابي ما زالت مستمرة معتبراً ان المعركة ضد هذا التنظيم يجب ان تركز ايضاً على المصارف والبنوك التي يستخدمها ممولو الارهاب المقيمون في مشيخات الخليج ويوفرون للتنظيم المذكور تمويلات هائلة.
وتأتي تصريحات الكساندر في الوقت الذي تتزايد فيه الاصوات والانتقادات داخل بريطانيا بشان العلاقات التجارية الوثيقة التي تربط الحكومة البريطانية بمشيخة قطر التي تعتبر احد ابرز داعمي وممولي التنظيمات الارهابية ليس فقط في سورية بل في منطقة الشرق الاوسط كلها.
ووفقا لتقرير سابق نشرته صحيفة ديلى تلغراف البريطانية فان شخصيات سياسية بارزة وجهات كثيرة داخل بريطانيا تطالب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بان يواجه امير مشيخة قطر تميم بن حمد آل ثاني بشأن تورط امارته الخليجية في تمويل الارهاب ومطالبته بوضع حد لتدفق الاموال القطرية إلى التنظيمات الارهابية وذلك خلال محادثات مقررة بين الطرفين هذا الاسبوع.
وفي هذا الخصوص أكد الكساندر ان على الحكومة البريطانية ان تقدم تأكيدات لمجلس العموم والبريطانيين بشكل عام بأنها ستتخذ الاجراءات اللازمة لمنع الممولين الذين يتخذون من مشيخات الخليج مقرا لهم من استخدام البنوك البريطانية وممارسة اعمالهم داخل بريطانيا .
ويواجه رئيس الوزراء البريطاني مطالبات كثيرة من نواب ومسؤولين بريطانيين تحثه على ان يطرح خلال لقائه ب آل ثاني تساؤلات حول امتناع امارته الخليجية عن اتخاذ اجراءات لوقف ممولى التنظيمات الارهابية المنتشرين على اراضيها ولاسيما ان من بين هؤلاء المتورطين بتمويل الارهاب شخصيات سياسية بارزة
ورجال اعمال اثرياء ومعروفين.
وفي هذا السياق اشارت صحيفة الغارديان البريطانية الى ان ال ثاني سيحاول خلال زيارته المقررة الى لندن هذا الاسبوع ان يظهر مشيخته الخليجية بصورة ايجابية في مواجهة الوثائق والتقارير التي انتشرت مؤخراً واكدت تورطها في تمويل التنظيمات الارهابية بما فيها تنظيما داعش وجبهة النصرة الارهابيان.
وتأتي المحادثات بين كاميرون وآل ثانى في اعقاب تحذيرات امريكية من تحول مشيخة قطر والكويت الى بيئة خصبة لتمويل التنظيمات الارهابية وكان وكيل وزارة الخزانة الامريكية لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين قال مؤخراً ان النظام القضائي في قطر والكويت مازال يسمح بتمويل الارهاب .