الفنان اليافع يوسف رجوب يفوز بجائزة المسابقة الدولية”مصر في عيون اطفال العالم”

اللاذقية-سانا

حاز اليافع يوسف علي رجوب و هو في الرابعة عشرة من عمره جائزة المسابقة الدولية التي نظمتها جمهورية مصر الشقيقة تحت عنوان “مصر في عيون أطفال العالم” والتي أعلن مؤخراً عن نتائجها النهائية و هو فوز يرتقي بشريحة الأطفال السوريين جمعاء لما يشكله من تأكيد على ثقافة هذا الطفل و قدرته على تجاوز الواقع المأزوم من حوله ليحلق في سماء الفن و الابداع متفوقا على عشرات المشاركين من مختلف الدول العربية.

وقال أن فوزه في هذه المسابقة الدولية يعني له الكثير باعتباره شاباً سورياً صغيراً يعيش حربا كونية على بلده مفرزة الكثير من الأزمات والظواهر السلبية التي يعاني منها يوميا فهذه الجائزة تمثل بالنسبة له انتصارا معنويا على كل من يحاول أن يحد من حبه للحياة والفن.1

وقال أجمل ما في الأمر أنني رفعت اسم بلدي سورية عالياً في وقت تسعى فيه القوى المعادية للإنسانية إلى تشويه صورة الإنسان السوري الحضارية و تحاول النيل من معنوياته و من روحه المقاومة فاليوم نؤكد مرة جديدة للعالم كله أننا شعب قوي لا يمكن هزيمته لأنه يستمد هذه القوة من إرادته الحديدية وعزيمته الصلبة لمواصلة حياته الطبيعية الاجتماعية و الثقافية و الابداعية.

وأشار رجوب إلى أن هذا الفوز يشعره بأنه قد قدم شيئا ما لوطنه سورية ورفع رايتها عاليا فأصبح بعد هذا الفوز في خندق واحد مع الجيش العربي السوري البطل في دفاعه المتواصل و المستميت عن تراب الوطن فالجندي هناك يحمل البندقية وهو كشاب يافع يحمل ريشة الرسم و كلاهما أسلحة تحارب الإرهاب و تتصدى للمرتزقة التكفيريين.

ولفت إلى أنه شارك في فعاليات المسابقة الدولية من خلال عمل فني يصور ما يعانيه الأطفال الفقراء المشردون في ظل الثورات المزعومة فكانت لوحة تحمل في متنها الكثير من مفردات الحرب.

وقال استخدمت في لوحتي هذه عدة ألوان فكان اللون الأحمر حاضراً ليدل على الدماء النازفة بفعل القتل ومختلف صنوف الإرهاب بالإضافة إلى اللون الأسود و اللون الأزرق الغامق اللذين اخترتهما ليعبرا عن بقية مظاهر الحرب.3

ولفت رجوب إلى أن بداياته الفنية الجادة كانت في العام 2009 لدى انتسابه إلى جمعية “ارسم حلمي” الفنية و ذلك بعد أن شعر بموهبة خفية تداعب أنامله و هناك تعلم مبادئ وأصول الرسم ضمن جو اجتماعي فيه الكثير من الدفء و الود والألفة حيث تعلم مختلف تقنيات الرسم ليستخدمها في تصوير الطبيعة الآسرة من حوله في قرية مروج دمسرخو قبل أن يبدأ برسم الطبيعة الصامته و من ثم البورتريه وأعمال أخرى تعكس التراث السوري الشعبي.

وذكر أن موضوعات لوحاته تتنوع عادة حسب ما يمليه عليه خياله الثري وفي كثير من الأحيان يعمد إلى تقليب صفحات الكتب ليلتقط صورة ما تثير انتباهه فيبدأ برسمها حيث يهمل بعض التفاصيل الصغيرة مستبدلاً إياها بأخرى وهذه التعديلات هي ما يجعل من اللوحة عمل فني خاص به يحمل توقيعه الفني.

أما طقوسه في الرسم فتتكرر في كل عمل يشرع به حيث تكون البداية من خلال الرسم على الشاسيه أولا و من ثم ينتقل إلى مرحلة التلوين بالألوان الزيتية مشكلا أساس اللوحة و في المرحلة الثانية من العمل يقوم بتصحيح الأخطاء في بعض الأماكن وإعادة التلوين أحيانا بغية تركيب اللون المناسب وبعد فترة شهر أو أكثر ينتهي من تنفيذ العمل.

وذكر أنه شارك سابقاً في مسابقات عديدة منها مسابقة خاصة بأفضل لوحة عام 2013 و التي نظمتها جمعية “ارسم حلمي” حيث فاز فيها بالجائزة الأولى كما حصل على جائزة تقديرية في المعرض الذي نظمته وزارة البيئة في يوم البيئة العالمي حيث جاءت أعماله لتعبر عن أهمية الحفاظ على بيئة نظيفة و صحية.

من ناحيتها تحدثت الفنانة هيام سلمان رئيسة جمعية “ارسم حلمي” مشيرة إلى أن أول حضور لرجوب إلى مقر الجمعية كان برفقة أخته و هو لا يزال في التاسعة من عمره و رغم أن عمله كان متواضعاً في البداية إلا أنه سرعان ما راح يسير على الخط الفني الصحيح بفعل الاهتمام و الرعاية الجادة له بالإضافة إلى دأبه و مثابرته على التدريب و التعلم و هو ما أفضى إلى تطور متسارع ظهر في لوحاته التعبيرية المذهلة.

وأشارت إلى أن الجمعية تحرص دائماً على دفع الأطفال و اليافعين من أعضائها إلى المشاركة في كل المسابقات المحلية والدولية بغض النظر عن مستوياتهم الفنية في محاولة لتشجيعهم و تحفيز روح المنافسة لديهم موضحة أن هذا السعي قد أثمر اليوم بفوز لوحة رجوب و هو ما يؤكد أن الجمعية تسير في الاتجاه الصحيح.

رنا رفعت