طرطوس-سانا
استطاع نهاد ايليا عيسى من منطقة بانياس بطرطوس أن يضع بصمة في المجال الزراعي في سورية من خلال إنشائه مشروعا لزراعة وإنتاج العلف الأخضر بالطريقة المائية وهو مشروع نوعي نفذ لأول مرة على مستوى سورية لكونه يعطي إنتاجاً وفيراً بوقت قصير وبمساحة صغيرة.
وأكد عيسى في لقاء مع نشرة سياحة ومجتمع أن حبه للعمل الزراعي دفعه إلى الإستفادة من غربته في الخليج العربي حيث كان يعمل في مجال تحلية المياه وتعلم زراعة وإنتاج العلف بالطريقة المائية والعودة إلى سورية وتطبيق هذا المشروع النوعي لكونه يساهم في تغذية الثروة الحيوانية بشكل نوعي ويقلل من أمراضها لأن الأعلاف التي تنتج من بذور الشعير تتمتع بجودة ونوعية ممتازة مشيراً إلى أن هذا المشروع أسس في عام 2005 وكان لفرع الهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشروعات دور كبير في الإقلاع به وتطويره من خلال تقديم قرض مالي ومتابعته ميدانيا.
وبين عيسى أن مناطقنا تحتاج إلى مثل هذه المشاريع الحيوية لكوننا نعاني جفافا في بعض الأوقات ورطوبة عالية في بعض المناطق كما أن المزارعين يعانون من قلة الأعلاف وتكاليفها الباهظة الثمن ما يستدعي دعم مشروع إنتاج العلف الأخضر الذي يعالج مشكلة 60 بالمئة من حاجة الثروة الحيوانية للأعلاف عدا عن الفوائد الصحية والقيمة الغذائية العالية التي يتمتع بها.
وأشار إلى أن إنتاج هذا العلف يحتاج إلى وسط مناسب للرطوبة والحرارة الثابتة بنسبة من 70 إلى 80 بالمئة إضافة إلى إضاءة ثابتة بحدود 16 ساعة.
وأضاف أن المميز في المشروع أنه بالإمكان استخدام مساحات قليلة لإنتاج كميات كبيرة حيث يصل إنتاج المتر المربع الواحد إلى 60 كيلوغراما علفا أخضر يوميا كما أن هذه الزراعة مائية مئة بالمئة ولا تحتاج إلى وسط حامل مستعرضا آلية عمل المشروع الممثل بشيء يشبه براد الخضار يسمى حاضنة يتضمن أرصفة وصفوف المسافة بينها 35 سنتمر تحتوي على رشاشات ضبابية من أجل تأمين الرطوبة الثابتة تعمل 7 مرات كل 24 ساعة كما أنه مؤمن العزل ويحتوي على لوحات زجاجية من أجل تأمين الضوء كما يوجد على الأرصفة صواني يوضع فيها بذور الشعير البلدي ثم تقوم الحاضنة بتجميع البذار وتخزينها وتجميعها في الخزان لاستعمالها فيما بعد.
وبين عيسى أن نجاح مشروع إنتاج العلف الأخضر مكنه من إنشاء مزرعة عجول في منطقة الخراب ببانياس وتغذية العجول عن طريق الأعلاف التي يصنعها والفائض يقوم ببيعه إلى المزارعين الذين أبدوا إعجابهم ورغبتهم الشديدة في شراء هذه الأعلاف التي ساهمت في تحسين تغذية الأبقار التي يقومون بتربيتها.
ويفتخر عيسى بأنه أول من أدخل هذه التقنية إلى سورية داعياً المستثمرين إلى إنشاء مشاريع مشابهة لكونه يحقق جدوى اقتصادية ويساهم في تحسين جودة الإنتاج الزراعي والحيواني.
وقال إنتاجنا باليوم يصل إلى 400 كيلوغرام وهذا ما يشجعنا على الاستمرار في العمل وطموحنا أن نوسع المشروع أكثر في المرحلة القادمة للمساهمة في نهوض اقتصاد بلدنا .
ديمة الشيخ