دمشق-سانا
تدفع الظروف التي مرت بها الأسرة السورية خلال السنوات الماضية باتجاه تأهيل كوادر وطنية قادرة على التعامل مع القضايا التي تواجهها الأسرة بطريقة علمية واحترافية.
ويبدو أن أحد الجوانب المهمة هنا مجال الصحة الإنجابية بمفهومها الواسع نظراً لما تعرضت له البرامج الوطنية في هذا المجال من ضرر بالغ وخاصة في المناطق التي سيطر عليها الإرهاب.
وتهدف خدمات الصحة الإنجابية ورعاية الحوامل في العديد من المناطق إلى تحسين مؤشرات التنمية الصحية في المجتمعات المستهدفة وإيجاد حالة من الوعي الصحي تجاه قضايا الإنجاب وصحة الوليد والحوامل على السواء.
وفي هذا الإطار تأتي خطة عمل صندوق الأمم المتحدة للسكان بالتعاون مع شركائه في وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والجمعيات الأهلية والهلال الأحمر العربي السوري خلال الفترة القادمة عبر إقامة دورات على مدى ستة أشهر في عدة محافظات لتعزيز مفاهيم الصحة الإنجابية.
وأوضح المنسق الميداني للمشروع الدكتور ياسر جحا لمندوبة سانا أنه من المتوقع أن يستفيد من هذه الدورات نحو 400 شخص من مختلف الكوادر الطبية العاملة في مجال الصحة الإنجابية بهدف تشكيل فريق وطني من المدربين المحليين يشرف على تدريب الكوادر الأخرى حول مفاهيم تنظيم الأسرة لضمان تقديم حزمة الخدمات المطلوبة ورفع سويتها.
وأقام الصندوق منذ بداية العام الجاري حتى اليوم نحو 16 دورة تدريبية استهدفت مختلف الكوادر الطبية من أطباء وقابلات وممرضات بعدد من المحافظات كانت آخرها دورة تدريبية شاركت بها 25 ممرضة من العاملات في الجمعيات الأهلية بعدد من المحافظات نظمها الصندوق على مدى أربعة أيام في فندق أمية بدمشق واختتمت اليوم.
وأشار الدكتور جحا إلى أن الدورات تركزت حول تعريف مفهوم الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة خلال الأزمات ووسائل تنظيم الأسرة الإسعافية إضافة إلى مشورة ما قبل الزواج وتعريف الإجهاض ومضاعفاته والعنف القائم على النوع الاجتماعي وأشكال العنف.
وبين الدكتور جحا أن الهدف من الدورة رفع كفاءة مقدمي الخدمات المتعلقة بالصحة الإنجابية في المراكز والعيادات التابعة للجمعيات الأهلية التي يدعمها الصندوق في كل من محافظات دمشق وريفها والسويداء وحمص وحلب واللاذقية وطرطوس ودير الزور.
وأشار الدكتور جحا إلى أن الحرب التي تتعرض لها سورية فرضت ظواهر سلبية ومنها زيادة حالات الزواج المبكر وما يتبعه من حمول عالية الخطورة فضلاً عن حالات الإجهاض الذي يعد السبب الثالث لوفاة المرأة عالمياً وفقدان الرعاية الصحية للحوامل والأمهات والأطفال بشكل عام في بعض المناطق بسبب صعوبة الوصول إليها لافتاً إلى أن حالة الاستقرار التي تعيشها معظم المناطق في سورية بفضل انتصارات الجيش العربي السوري أدت إلى الاستقرار ما أسهم بتحسن ورفع نسبة الخدمات الصحية الأولية الملباة نتيجة عودة الخدمات الصحية المختلفة إلى المناطق المحررة.
من جانبها لفتت الدكتورة أمل واضوح مشرفة العيادات في جمعية تنظيم الأسرة إلى خطورة الإجهاض وأنه جريمة يعاقب عليها القانون كما تحدثت حول معايير الاجراءات الوقائية لمنع نقل العدوى لمقدمي الخدمات الطبية وآلية التعامل الآمن مع المخلفات الطبية.
وأشارت الدكتورة واضوح إلى أهمية متابعة أثر الدورات التدريبية وتقييم المشاركين لقياس الفائدة وتحسين جودة الخدمات التي تقدم في عدد من العيادات الثابتة والمتنقلة التابعة لجمعية تنظيم الأسرة إضافة إلى الخدمات التي تقدمها الجمعيات الأهلية الأخرى العاملة في المجال الصحي.
وأكد عدد من المشاركات بالدورة أهمية المواضيع المطروحة لجهة الاستفادة من المعلومات الحديثة في مجال الرعاية الصحية الانجابية واكتساب مهارات عملية تمكن من تشكيل فريق وطني من المدربين المحليين في كل محافظة حيث أشارت إيمان شيخ محمد من حمص إلى أن الدورة ساعدت في تطوير مهارات المشاركات بمعلومات تضاف إلى الدراسة الأكاديمية والعمل الميداني في المراكز الصحية بالجمعيات الأهلية ولا سيما أن وسائل تنظيم الأسرة في تطوير دائم فيما اعتبرت أريج العطر من ريف دمشق أن برنامج الدورة كان غنياً بالمعلومات التي تسهم برفع كفاءة العمل وآلية التعامل مع مختلف الحالات ولا سيما الإسعافية منها.
ايناس السفان