مساحات التوتر الأميركي تتسع.. ونيّات التركي على المحك

تشنجات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتبّعه السعوديين تتخذ منحى مختلفاً، ما يؤكد رغبتهم باستمرار العدوان على سورية، وذلك عبر الترويج لمشاريع تطيل أمد الأزمة ربما لسنوات أخرى، رغم الحديث عن الانسحاب من منطقة التنف، ومسلسل التراجعات الذي يتم تداوله، حيث طريقة الخطف خلفاً المستخدمة في حبكتهم الإرهابية، ليست صحوة ضمير مفاجئة إنما استكمال لتطورات تم رسمها من أجل الرجوع إليها في الوقت المناسب، وحسب مقتضيات الحاجة للمخطط الذي يسيرون عليه لإنهاك المنطقة.‏

ورغم توافر الآلتين الحربية والإعلامية، فأميركا لم تستطع حتى الآن الإمساك بأي أوراق تمكنها من الخوض في المفاوضات المحتملة لإنهاء الحروب في المنطقة، وخطاب ترامب المتشنج على منبر الأمم المتحدة دليل على ذلك، وهو ما يزيد مساحات التوتر السياسي الأميركي ويزيد الانفعالات حدة، لأن سورية وشركاءها باتوا حجر الرحى في الدينامية التي يريدون إطلاقها لإعادة التوازن الدولي، والبيكار الذي يحدد نقطة الارتكاز والجذب في تلك المفاوضات.‏

ربما لا تعلم أميركا ووكلاؤها أن المناطق السورية على درجة واحدة من الأهمية، وشرق الفرات لا يختلف عن غربه، وغربه ليس بعيداً عن شمال البلاد وجنوبها، ولا تعلم أيضاً أن مجريات الأحداث تفرض ذاتها، وخاصة أن انجازات الجيش العربي السوري ترسم ملامح الخلاص من الحرب الشرسة، وسورية لن تتخلى عن جزء واحد من الأراضي التي دخلها الإرهابيون، رغم المغريات التي يلهث بنو سعود لتقديمها لسكان المنطقة مستغلين ظروف الحرب الدائرة، غير مدركين أن أبناء الوطن متمسكون بوحدة أراضيهم، ولن تنال منهم أي مغريات مهما غلت قيمتها أو تنوعت أشكالها.‏

دوائر الاستدارة الدولية والإقليمية سوف تكتمل عاجلاً أم آجلاً، حتى لو تأخرت عجلاتها قليلاً، وبالتالي رفع مستوى الانفعال العسكري أو السياسي لن يفيد زمرة العدوان بشيء، ولاسيما أن مذكرات التفاهم وبنود الاتفاقات الإقليمية باتت على محك النظام التركي ونياته طالما يراوح على حبال المناورات والرهانات الفارغة، وأمر تنفيذها سوف يكون أيضاً مسألة وقت من أجل الحفاظ على ماء وجهه المعفر بالخسارة، بعد أن بذل كل ما بوسعه للنيل من سورية وإسقاط حكومتها، لكن معالم وشروط النصر بدأت بالتغير وهو ما يستلزم المزيد من الجهد والدراية في إدارة الصراع والتنبه من الخداع الأميركي، وحماقات الأعراب التي يجب ان تُؤخذ بجدية ويتم التعاطي معها بحذر شديد.‏

بقلم حسين صقر

انظر ايضاً

ما وراء طرح دولة منزوعة السلاح ..؟ بقلم: ديب حسن

أخفق العدوان الصهيوني في غزة وعرى الكيان العنصري أمام العالم كله، ومعه الغرب الذي يضخ …