نيويورك-سانا
انطلقت في نيويورك اليوم أعمال الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بمشاركة روؤساء دول وحكومات من حول العالم.
وتستمر أعمال المداولات العامة للجمعية العامة حتى الأول من تشرين الأول المقبل.
وفي اليوم الأول للمداولات ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلمة رمطولة حفلت بالكثير من المواقف الهجومية والعدائية تجاه العديد من الدول والقضايا العالمية.
واستقبل المشاركون كلمة ترامب بالضحك بعد قوله: “إن إدارته حققت أكثر مما حققت كل الإدارات الأمريكية السابقة” ورد ترامب بالقول “لم أتوقع ردة الفعل هذه منكم”.
وكشف ترامب عن أن بلاده تعمل مع دول الخليج والأردن ومصر لإقامة “تحالف استراتيجى إقليمي”.
واعتبر ترامب أن “الولايات المتحدة هي أكبر مقدم للمعونة أن كانت الدول التي تستقبل دولاراتنا تصون مصالحنا لن نقدم المساعدة المالية إلا لمن يحترمنا .. وبصراحة إلا لأصدقائنا”.
وجدد ترامب هجومه المعادي لإيران داعيا جميع الدول إلى عزلها كما وجه انتقادات أمام الأمم المتحدة إلى المحكمة الجنائية الدولية معتبرا أنها “لا تحظى بأي شرعية أو سلطة”.
وأضاف أن الولايات المتحدة تريد تحديد مساهمتها بنسبة 25 بالمئة من ميزانية عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة حتى الآن لتشجيع الدول الأخرى على ما سماه “تقاسم هذا العبء الثقيل”.
واعتمدت الإدارات الأمريكية المتعاقبة سياسة التدخلات في شؤون الدول الأخرى بوسائل وأشكال مختلفة بهدف تحقيق أطماعها وأجنداتها المختلفة في العالم.
ودعا ترامب الذي يشعر بانزعاج بشأن الاختلالات التجارية الأمريكية مع الكثير من الدول إلى إصلاحات في التجارة العالمية وكرر خلال كلمته تعهداته بحماية السيادة الأمريكية ورفض العولمة.
وقال ترامب:”أمريكا يحكمها أمريكيون نحن نرفض أيديولوجية العولمة ونحتضن مبدأ الوطنية”.
وفي رسالة شديدة اللهجة لأعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” دعا الرئيس الأمريكي إلى التوقف عن رفع أسعار النفط ودفع أموال مقابل حصولهم على حماية عسكرية كما هدد بقصر المساعدات على الدول الصديقة فقط.
وكان ترامب أعلن العام الماضي انسحاب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ الموقعة عام 2015 كما انسحب من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهاديء فيما أعلن في أيار الماضي انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران كما هدد مؤخرا بالانسحاب من منظمة التجارة العالمية.
ومنذ ترشحه للرئاسة الأمريكية عام 2016 لاحقت ترامب الانتقادات والتقارير التي تؤكد ميوله العنصرية وتحيزه الواضح ضد الأمريكيين من أصول أفريقية ولاتينية وبعد فوزه بالرئاسة استمر بتصريحاته المثيرة للجدل أحيانا والمهينة أحيانا أخرى بما فيها تلك التي وصف فيها الدول التي يأتي منها المهاجرون ولا سيما أفريقيا وهاييتي والسلفادور بأنها حثالة ما أثار انتقادات وإدانات دولية واسعة.
من جانبه جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعم بلاده إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية.
ودعا السيسي الى بناء منظومة عالمية لمكافحة الإرهاب حيثما وجد ومواجهة داعميه مشيرا بهذا الصدد الى حجم التمويل ووسائل الاتصال التي تحصل عليها المجموعات الإرهابية المسلحة في المنطقة.
وطالب السيسي بإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة للعيش بكرامة وسلام في دولة مستقلة تعبر عن هويته الوطنية.
وأكد السيسي ضرورة تعزيز مكانة ودور الأمم المتحدة كقاعدة أساسية في احترام السيادة وتوازن المصالح مشيرا الى أن هناك خللا في أدائها ما يؤءثر على مصداقيتها لدى الكثير من الشعوب وخاصة في المنطقتين العربية والإفريقية.
بدوره ألقى الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس كلمة تناول فيها أبرز القضايا والتحديات الدولية التي تتطلب اهتماما خاصا من الدول الأعضاء محذرا من أن النظام العالمي “فوضوي بشكل متزايد” وأن الثقة بالمؤسسات الدولية بلغت “نقطة الانهيار”.
وأشار غوتيريس إلى التحديات التي ما زالت دون حل وفي مقدمتها تهديد الإرهاب الذي أصبح أكثر ترابطا مع الجريمة الدولية المنظمة والاتجار بالبشر والمخدرات والأسلحة.
واعتبر أن من “يرون الخطر في جيرانهم ويغلقون حدودهم أمام المهاجرين لا يفعلون سوى تغذية عمل المهربين ومن يتجاهلون حقوق الإنسان يغذون التطرف الذى يحاولون القضاء عليه” كما حث على التصدى للتغير المناخي.
وألقى الرئيس البرازيلي ميشال تامر كلمة أشار فيها إلى الصعوبات التي تواجه العالم على مختلف الصعد.
ويبلغ عدد المتحدثين فى المداولات العامة فى يومها الاول 37 متحدثا من
بينهم الرئيس الايرانى حسن روحانى والرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى.