التهاب الزائدة الدودية يصيب الذكور أكثر من الإناث

السويداء-اللاذقية-سانا

يهدد التهاب الزائدة الدودية الأشخاص من مختلف الأعمار لكن يزداد انتشاره في الأعمار بين 10 و30 عاما وبين الذكور أكثر من الإناث ويتطلب علاجا جراحيا فوريا منعا من انثقاب الزائدة وانتشار الالتهاب لكامل البطن ومضاعفات أخرى قد تصل للموت.

والتهاب الزائدة الدودية حسب اختصاصي الجراحة الدكتور عدنان الطويل حالة مرضية حادة تظهر خلال ساعات محدودة وتؤدي لألم في البطن أكثر من أي شيء آخر يكون في منتصفه وحول السرة ويصبح ألما شديدا مستمرا قد يزداد بنوبات ومن ثم يخف قليلاً ثم ينتقل الألم لأسفل البطن الأيمن ويتحول لمتواصل ومحدد يسوء بالحركة والتنفس العميق أو لمس مكانه ما يجعل المريض يستلقي في السرير دون حراك.

ويشير الدكتور الطويل إلى وجود أعراض أخرى لالتهاب الزائدة منها فقدان الشهية والغثيان والقيء غالبا لمرة واحدة فقط والإمساك وأحيانا الإسهال والحرارة وانتفاخ البطن والتعب والإرهاق موضحا أنه في حال اقتراب الزائدة الدودية الملتهبة إلى المسالك البولية أو المثانة تحدث مشاكل مثل عسر البول أو البيلة الدموية في البول.

ويحدث التهاب الزائدة كما يذكر الدكتور الطويل نتيجة انسداد رأسها ما يؤدي لانتفاخها وتوسعها وتكاثر الجراثيم عليها محذرا من أن الانسداد يحدث غالبا نتيجة عادات غذائية سيئة كتناول البذور الصلبة كبذور العنب وقشور المكسرات ومواد أخرى صعبة الهضم إضافة لأسباب أخرى منها تكاثر الخلايا الموجودة في نسيجها اللمفاوي.

ويحذر الدكتور عدنان من مضاعفات التهاب الزائدة في حال تأخر استئصالها منها فقدان السوائل والجفاف أو حدوث ثقب بالزائدة أو تفاعل التهابي زائدي منتشر أو خراج أو التهاب للصفاق الغشاء المبطن للبطن وفي حالات نادرة انسداد الأمعاء أو عقم لدى النساء أو جلطة دموية في الوريد البابي المتجه من الجهاز الهضمي إلى الكبد.

ويشير اختصاصي جراحة البطن والجراحة التنظيرية الدكتور فادي نوح إلى تشابه أعرض التهاب الزائدة الدودية مع القولنج الكلوي الناجم عن حصيات أسفل الحالب والتهابات المثانة كذلك مع الأعراض الناجمة عن مشاكل المبيض الأيمن وخراجات خلف الرحم مؤكدا ضرورة اجراء التحاليل والإيكو للحصول على التشخيص المناسب وعلاجه وعدم أخذ المسكنات عند الشك بالالتهاب لأنها تخفي الكثير من الأعراض وأهمها الألم وبالتالي تتفاقم الحالة دون أن يشعر المريض بها.

ويعتمد تشخيص الحالة بالدرجة الأولى كما يذكر الدكتور نوح على الأعراض والفحص السريري الذي يجريه الطبيب من خلال ملاحظة تعب المريض وتألمه عند لمس بطنه أو بعد تحريك الأرجل بوضعية معينة وثم تثبيت التشخيص بالتحاليل الدموية وفحص البول والإيكو مؤكدا أن العلاج هو جراحي حتماً وفوري خوفاً من حدوث المضاعفات من انثقاب الزائدة وحدوث التهاب بكامل البطن.

ويوضح الاختصاصي إمكانية اجراء عملية الزائدة الدودية بالطريقة التقليدية عبر شق جراحي أسفل وأيمن البطن بطول 7 إلى 10 سم وشق سفاق العضلات والعضلات لاستئصال الزائدة الدودية وتبلغ مدة الجراحة بالطريقة التقليدية 60 دقيقة أما الجراحة التنظيرية للزائدة الدودية فتتم من خلال إجراء ثلاث ثقوب أسفل البطن وإدخال كاميرا من أحد هذه الثقوب حيث يتم استئصال الزائدة وإخراجها عبر أحد هذه الثقوب بمدة زمنية لا تتجاوز النصف ساعة.

ويرى الدكتور نوح أن الجراحة التنظيرية للزائدة هي الرائدة حالياً لما فيها من ميزات كبيرة كتخفيف ألم الجراحة بعد العملية وبالتالي تخفيف كمية المسكنات إضافة إلى الناحية الجمالية فحجم الثقوب صغير جداً والندبة تكاد تكون معدومة كما أنه في هذه الجراحة لا يتم قطع العضلات أو سفاقها وبالتالي لا يوجد منطقة ضعف في جدار البطن مبينا أن مدة الإقامة بالمشفى بعد الجراحة التنظيرية هي فقط لبضع ساعات ما يتيح للمريض العودة للعمل والنشاطات اليومية خلال فترة ثلاثة أيام شرط أن لا يكون العمل مجهدا.

ويوصي الدكتور نوح بالجراحة التنظيرية للزائدة الدودية للنساء وذلك لأن المنظار قادر على استكشاف المبيض والمنطقة خلف الرحم جيداً كون مشاكل المبيض والخراجات خلف الرحم تتشابه في أعراضها مع التهاب الزائدة إضافة إلى أنها تخفف الالتصاقات بين الأحشاء جراء العمل الجراحي داخل البطن وخاصة حول المبيض والبوق الأيمن والتي قد تؤثر على الانجاب.

لين علي-عمر الطويل