دمشق-سانا
ينتمي الشاب رشيق سليمان لجيل جديد من الكتاب السوريين الذين انطلقوا من رحم الحرب على سورية فحولوا الحزن والألم إلى مادة أدبية توثق ما عاناه الوطن والإنسان وتثبت أن الدماء الجديدة ترفد الحركة الإبداعية السورية دونما توقف.
عن تجربته الروائية والقصصية وعوالمه التي ينهل منها يقول الكاتب سليمان في حديث لـ سانا: “الواقع هو مسرحي الروائي وملعبي الأدبي وتتوجه بوصلتي دائما نحو وجع الشارع السوري وأرى أن كل نص لا يحمل قيمة اجتماعية لا يساوي الوقت الذي استغرقه للكتابة و لا الحبر الذي كتب به”.
ويتابع سليمان: “الكتابة فعل شاق يحتاج الى جهود أكثر من شعور محض ويتطلب قدرة على تحليل ما نراه ونسمعه وبعد بدايتي مع القصص القصيرة وجدت أن الرواية تعطيني مساحة أكبر لطرح عدة أفكار متشابكة مترابطة” مبينا أن غايته من كل ما يكتب هو إظهار جوانب الخلل في المجتمع والدعوة إلى تلافيها.
ويترك الكاتب الشاب لنصه الحرية في اختيار الشكل والجنس الأدبي الذي سيخرج به في النهاية ويعتبر أن على الكاتب أن يكون متحررا وغير منحاز نحو نمط معين من الكتابة.
ويوضح أن تجربته الإبداعية الغضة لا تتيح له تقييم الواقع الأدبي أو الثقافي الحالي ولكنه في الوقت ذاته يجد أن آثار الحرب على سورية كشفت سلبيات الوسط الثقافي وأدت إلى تفاقمها ما أدى إلى تراجع نتاجه الإبداعي كما ونوعا.
وبالنسبة لحال الأدباء الشباب فيعتبر سليمان أن الواقع الثقافي الحالي بالنسبة للأديب الشاب صعب جدا والفرص شحيحة ولكن بعض الكتاب غامروا بالقفز للأمام فمنهم من أصاب وآخرون فشلوا ولكن مجرد المغامرة تعد خطوة جيدة.
ويعبر الكاتب الشاب في ختام حديثه عن طموحه وتفاؤله الكبيرين في عالم الأدب ويقول: “هناك خيبة تخيم على أكتاف أقلامنا ككتاب شباب جراء الفجوة بين الثقافة والناس وتراجع دور المنابر الثقافية ولكن الأمل يبدأ بخيط وعلينا جميعاً خلقه وحمايته حتى يطلع الفجر الذي ننتظره”.
ورشيق سليمان من مواليد شطحة في حماة عام 1987 حاصل على إجازة جامعية في الترجمة الإنكليزية وعلى شهادة دبلوم تأهيل تربوي ينشر قصصه بصورة مستمرة في الصحف والدوريات الأدبية وصدرت له رواية ضفاف الخطيئة.
محمد سمير طحان