الشريط الإخباري

رداء الغرب الكيماوي يتمزق.. وأردوغان يتلطى خلف أزماته

لاشك أن أميركا مصرة على استخدام الخطاب السياسي الهادف لإثارة أحقاد الإرهابيين واستنهاض حماقاتهم، لظنها أنها ستكون قادرة على نصرة الباطل ضد الحق، متناسية أن الأرض التي تقف عليها ليست رخوة وحسب،‏

بل أشبه بوعث متحرك سوف يبتلع قطعانها ورعاتها معاً، وإلا لما تكرر لهجة التهديد بالعدوان، واستحضار تعويذة السلاح الكيماوي المزعوم الذي لا يوجد بين أيدي الجيش العربي السوري أصلاً، ولكن فقط لأنها لا تزال تعيش في الأحلام، وتتمنى أن يكون ذلك متوافراً كي تتكئ عليه في تصريف غرورها، وتفريغ شحنات خسارتها وهزائمها.‏

ومع وضع اللمسات الأخيرة على المسرحية السمجة التي يعدها الغرب، يتلطى نظام أردوغان العثماني خلف خيباته، معللاً ذاته بمهل جديدة قد يتمخض عنها معجزات لم تكن بالحسبان، وفصل إرهابييه وإعادة إنتاجهم بما يخدم أجندته العدائية، ما يؤكد تردي أسلوبه وتفكيره الانفعالي منذ بداية الأزمة في سورية، والذي بنى عليه سمات خطابه الأخرق الذي لا يعبر إلا عن نزعة ثأرية أو انتقامية، ولا نعرف له سبباً أو دافعاً.‏

جوقة العدوان باتت مثقلة بحمل كبير من الإخفاقات، ولعنة الوعود التي قطعتها لأدواتها باتت تلاحقها في كل مكان، ولم يعد أمامها إلا أن تدير ظهرها لها وتتنكر لما قطعته على ذاتها من أجلها، أو تقاتل نيابة عنها حتى لو من بعيد، ومن خلال الصواريخ والطائرات الغادرة التي ما انفكت تستخدمها في كل سقوط لأولئك.‏

الفشل الآخر الذي تواجهه الجوقة المذكورة، هو إقناع الشركاء الدوليين بالتراجع عما عقدوا العزم عليه لجهة محاربة الإرهاب في سورية، لكونه بات خطراً يهدد العالم بأسره، ولن تقتصر عواقبه الكارثية على منطقة بعينها، والعملية العسكرية التي عقد الجيش العربي السوري عزمه للقيام بها ربما تطول بعض الشيء، لكن من المؤكد أن قرار البدء فيها اتخذ، ولن يستطيع الغرب وخلفه تركيا من عرقلتها أو حسم نتيجتها لمصلحة سورية وحلفائها، وسوف يجد هؤلاء أنفسهم على أبواب قاعات الحل السياسي لتحصيل ما فاتهم، ولكن سوف يكون ذلك بالتأكيد عبر نافذة الحكومة، وليس من خلال الثقوب الضيقة في معارك الشمال.‏

بقلم حسين صقر

انظر ايضاً

ما وراء طرح دولة منزوعة السلاح ..؟ بقلم: ديب حسن

أخفق العدوان الصهيوني في غزة وعرى الكيان العنصري أمام العالم كله، ومعه الغرب الذي يضخ …