معرض دمشق الدولي ساحة رحبة لمئات الشباب يمنحهم فرص عمل وخبرة ويحضرهم لأعمال دائمة

دمشق-سانا

بلطف شديد يقدم مازن لطفي القهوة للإعلاميين وغيرهم في المركز الإعلامي لمعرض دمشق الدولي ترويجا لإحدى الشركات في عمل وجد فيه فرصة جيدة للحصول على مبلغ من المال وهو يستعد للدوام في الجامعة.

ويقول مازن طالب حقوق سنة ثالثة لمراسلة سانا أنها تجربته الأولى في العمل وبغض النظر عن الحاجة المادية فهي تفتح الأبواب للتعارف وحسن التواصل مع الآخرين ويقول أن العمل الموكل إليه سهل لم يحتج إلى تدريب ويشير إلى أنه لا يفكر في عمل دائم لأن الأولوية للدراسة.

يستقطب معرض دمشق الدولي في دورته الستين مئات الشباب من طلبة الجامعات الذين وجدوا فيه فرصة عمل مؤقتة تؤمن لهم قدرا من المال والخبرة في سوق العمل قد تتحول إلى عمل دائم.

وتنحصر الأعمال بالترويج والإعلان والدعاية وتتراوح الأجور ما بين 3000 آلاف إلى أربعة آلاف ليرة باليوم وتقدم الشركات تدريبات سريعة قبل افتتاح المعرض حول كيفية التعامل مع الزبائن وطبيعة العمل المسند لهم.

يقف الشاب أشرف اليوسف وبيده منشورات عن إحدى أجهزة الخليوي محاولا اجتذاب زبائن لشراء عروض مخفضة لإحدى شركات الاتصال في فرصة عمل يجد فيها تحقيق مطلبين “توفير مصروفه لفترة مؤقتة واكتساب مزيد من الخبرة في سوق العمل”.

ويقول أشرف طالب في كلية الفنون الجميلة سنة ثالثة أنه بحث عن هذه الفرصة مدفوعا بالحاجة المادية فاسرته تسكن بالأجرة بعد أن اضطرت إلى مغادرة منزلها في منطقة الحجر الأسود جنوب دمشق هربا من الإرهابيين قبل أن يحررها الجيش العربي السوري مضيفا “أبي يعمل سائقا وأمي موظفة ولدي شقيقان بالجامعة وثالث صغير بالمدرسة”.

ويعتمد أشرف على نفسه في تأمين مصروفه ولذلك مارس عدة أعمال غير متجانسة ..حلاق رجالي ونادل في المطاعم ويقول أن العمل “بلور شخصيته وزاده ثقة بالنفس وهذه الأعمال تبقى مؤقتة في سبيل تحقيق حلمه بالتخرج في الجامعة”.

هيام اسماعيل 24 سنة طالبة إعلام سنة ثانية وجدت فرصة عمل بعد البحث والسؤال بشكل شخصي لدى إحدى شركات بيع أجهزة الخليوي تقول أن العمل بالمعرض رغم انه لأيام معدودة يوفر فرصة جيدة للحصول على خبرة بمجال ما إضافة إلى توفير مبلغ جيد وتضيف.. تعلمت أمورا مهمة منها التعامل مع أصناف مختلفة من الأشخاص وآمل أن أكون من بين من سيقع عليهم الاختيار للانضمام إلى الشركة والعمل فيها بصورة دائمة.

وتعلق راما سلمان مسؤلة أحد الأقسام في الشركة التي تعمل فيها هيام بأنه نتيجة ضغط العمل بالمعرض تتم الاستعانة بموظفين شباب أثناء فترة المعرض وتشير إلى ضرورة توافر شروط معينة تتمثل بالعمر وحسن التصرف والشكل اللائق لأن عملهم ينحصر بالدعاية للشركة مؤكدة أنه في حال أثبتت الشابة أو الشاب كفاءة ومقدرة بالعمل يمكن أن تصبح فرصته بالإنضمام إلى فريق الشركة كموظف دائم كبيرة.

خلف طاولة صغيرة في الهواء الطلق عليها منشورات ترويج يقف الشاب طارق قويدر يجيب على استفسارات الزبائن بهدوء موضحا لهم ميزات أحد أنواع أجهزة الخليوي يقول إنها السنة الثانية التي يعمل فيها بالمعرض حيث وجد الفرصة عبر إعلان لإحدى الشركات على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك مشيرا إلى أنه اكتسب خبرة في أنواع الخليوي وميزاتها والتعامل مع الزبائن .

بثقة تتحدث تقى قمر أمام الزبائن وتشرح لهم عن مواصفات السيارات في إحدى الشركات المشاركة بالمعرض وتسرد مع ابتسامة لطيفة كما من المعلومات لإقناعهم بالشراء وتقول تقى 22 عاما طالبة في كلية الاقتصاد سنة ثالثة أنها المرة الأولى التي تنزل فيها إلى سوق العمل والدافع ليس ماديا وإنما “لإكتساب الخبرة بالحياة العملية والاعتماد على الذات خاصة في مثل هذه الأيام” وتضيف أن العمل صقل شخصيتها “أصبحت أكثر جرأة وإحساسا بالمسؤولية وإدراكا لأهمية الوقت وأكثر انفتاحا على العالم الخارجي”.

 

بديع قضماني مدير تسويق في شركة سيارات يرى أن الإستعانة بالشباب في معرض دمشق الدولي تأتي من منطلق توفير فرصة عمل لشباب البلد مع خبرة تضاف لسيرتهم الذاتية في حياتهم المهنية والشخصية خاصة من خلال أهم فعالية مثل معرض دمشق الدولي الذي هو حدث وطني ودولي مشيرا إلى أن الشركة أستعانت بـ “40” شابا وشابة وقدمت لهم 30 ساعة تدريب عامة قبل افتتاح المعرض عن كيفية التصرف والتواصل مع الزبائن مشيرا إلى أنه في دورة المعرض السنة الماضية تم قبول عدد من الشباب للعمل بالشركة بصورة دائمة.

إلى جانب العمل وجدت ميام التركي التي تعمل في إحدى شركات بيع أجهزة الموبايل فرصة للاستمتاع بالوقت بشكل مفيد وتقول ميام طالبة إعلام سنة أولى التي تعمل لأول مرة “وجدت الأمر مناسبا كما أستمتعت بالتواصل مع الناس فالعمل لم يكن من باب الحاجة المادية بل لتطوير شخصيتي فقد تخلصت من حالة الخجل وأصبحت أكثر قدرة على التواصل مع الناس”.

كذلك تخوض آية السحار طالبة جامعة صيدلة سنة ثانية تجربتها الأولى في ميدان العمل انطلاقا من رغبة شخصية تقول آية وجدت بهذه الفرصة تلبية لرغبتي في الانخراط بالحياة العملية والعمل ضمن الفريق مشيرة إلى أنها قبل خوضها العمل كانت تخشى الاختلاط بالناس “لا أعرف كيفية التعامل مع أشخاص لا أعرفهم وهذا مهم إضافة أنه يعطي خبرة فيما لو خضت عملا آخر” مضيقة “مبدئيا العمل فقط خلال فترة المعرض وبهدف الخبرة” .

تقرير وتصوير: شهيدي عجيب