فيلفورد-بلجيكا-سانا
أكد عدد من السياسيين ورجال الدين والمواطنين البلجيكيين أن عشرات الشبان البلجيكيين ممن لا يحملون شهادات دراسية والعاطلين عن العمل والذين يواجهون متاعب مع القانون أو المجتمع أو عائلاتهم وأصحاب سوابق في المخدرات والسرقة غادروا بلدهم وانضموا إلى التنظيمات الإرهابية في سورية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول مسجد النصر في بلدة فيلفورد البلجيكية قرب بروكسل مأمون اقيشوح قوله “إنه يعرف شخصيا العديد من هؤلاء الشبان الذين غادروا في السنوات الأخيرة للانضمام إلى صفوف التنظيمات الارهابية في سورية مشيرا إلى انهم كانوا “يبحثون عن هوية ومكانة في المجتمع”.
وذكر اقيشوح أن من بين هؤلاء الذين يعرفهم كان “هناك مدمنون على المخدرات ويعانون من حالة ضياع وسط المجتمع” معتبرا أن الدعاية التي تبثها التنظيمات الإرهابية لعبت دورا حاسما في تجنيد هؤلاء الشبان وخصوصا “اشرطة الفيديو التي تبثها هذه التنظيمات ويشاهد فيها جهاديون يقودون سيارات رباعية الدفع
ويستعرضون أسلحتهم”.
ولفت إلى أن “هذه الدعاية تبث فكرة أن المسلمين يعاملون معاملة ظالمة في العالم ما يجعل البعض يبنون أوهاما “موضحا أن نحو “عشرين شخصا من أصل حوالي خمسة آلاف عائلة مسلمة تعدها البلدة توجهوا إلى سورية والتحقوا بالتنظيمات الإرهابية”.
يدوره قال رئيس بلدية فيلفورد هانس بونتي إن 27 من سكان البلدة بينهم فتاتان غادروا إلى سورية والعراق موضحا أنهم “كانوا شبانا بدون شهادة دراسية ولا وظيفة يواجهون متاعب مع القانون او المجتمع او عائلاتهم واصحاب سوابق في المخدرات والسرقة”.
وأضاف بونتي إن “اعتناق الشبان وحتى الشابات أحيانا التطرف لا يستغرق أكثر من بضعة أشهر في بعض الأحيان” داعيا إلى “تحرك سريع لمنع الذين يقومون بعمليات التجنيد من عزل العناصر الأكثر ضعفا”.
ورأى بونتي أن العمال الاجتماعيين والأساتذة والمدربين الرياضيين والأصدقاء يجب أن يتحركوا حيث سبق وتمكنت الشرطة والأجهزة الاجتماعية في أيار الماضي من منع فتاتين في الـ 14 و15 من العمر من التوجه إلى سورية عبر تركيا.
يشار إلى أن فيلفورد البالغ عدد سكانها أربعين ألف نسمة والتي تؤوي قسما من الطبقة العمالية المتحدرة من أصول مهاجرة أصبحت وفق المصادر الأمنية مع مدينة انتورب شمال بلجيكا أحد المراكز الرئيسية لتجنيد الإرهابيين في البلاد.
ويتحدر سبعة من الموقوفين الـ 46 المرتبطين بجماعة “شريعة من أجل بلجيكا” المتطرفة والذين تجري محاكمتهم في انتورب بتهمة الانتماء إلى مجموعة إرهابية من هذه البلدة ويحضر اثنان منهم فقط المحاكمة فيما الآخرون لا يزالون في سورية أو قتلوا هناك خلال قتالهم ضمن صفوف التنظيمات الإرهابية.
وتثير التقارير عن تزايد عدد الشبان الذين غادروا دول الاتحاد الأوروبي والذي تقدر أعدادهم بنحو ثلاثة آلاف وتوجهوا إلى سورية والعراق للانضمام إلى صفوف التنظيمات الإرهابية فيهما المخاوف لدى المسؤولين في هذه الدول وذلك بعد الحديث عن إمكانية عودتهم وتنفيذهم عمليات إرهابية فيها.
ووفقا لمراقبين فإن هذا التخوف بات أمرا مؤكدا بعد السياسات التي اتبعتها الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة من مشيخات وممالك الخليج وحكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا من خلال تمويل ودعم وتسليح التنظيمات الإرهابية وتسهيل مرور آلاف الإرهابيين من مختلف دول العالم إلى سورية لارتكاب الجرائم والمجازر بحق السوريين على مدى السنوات الماضية.