الشريط الإخباري

أوغلو يكذب… وماكين يستيقظ متأخراً

عندما قالت سورية في بداية الأحداث أن حريقاً يشب في ديارها سيطول لهيبه المنطقة والعالم، كان الحلم الذي يراود مولعي النار ومغذيها وأيضاً المتفرجين بفرح عليها، بسرعة سقوط البلد «النظام» يعميهم عن أي تفكير.

فقط فكروا بالاستفادة من الرؤية السورية – في حينه – الجادة بالتأكيد في هجمة اعلامية مفحمة! انبرى لها، أكثر من انبرى الاعلاميون العرب المتلهفون للمال الخليجي يأتيهم من مصادر شتى ولا يتوقفون لحظة عن الحلم به. وببذاءة لا أخلاقية صوروا الأمر كتهديد من سورية للعالم!؟‏

اليوم يرون صواب الرؤية بعد فوات الأوان، لكنهم يصرون على مجافاة الحقيقة. لذلك لا يجتمع لهم رأي… فإن خضعوا لرأي «المعلم الأقوى» أربكتهم المواجهة.‏

السيناتور الأميركي جون ماكين وهو من أشد السيناتورات عداء لسورية ومن أوقح مضرمي النيران في أرجائها، يرى: أن دولة الخلافة بدأت توطن نفسها في الجغرافيا المتوفرة لها وأن الضربات الأميركية لم تكن كافية لإيقافها عن التوطين وأن دولة الخلافة تهديد حقيقي لأميركا؟!‏

أميركا هذه التي تظهر اليوم تحسسها الأشد لمخاطر انتشار الارهاب في المنطقة «دولة الخلافة وغيرها» تشـــــن حرباً عـــــلى داعـــش تحديـــداً وفي بعض مواقعها فقط ولغايات محددة ليس بينها حالياً على الأقل اجتثاث الارهاب من المنطقة ولا حتى داعش ولا اسقاط الدولة الاسلامية مؤدية دوراً راقصاً بين استبعاد القوى الفاعلة في مقاتلة الارهاب وفي مقدمتها سورية وإيران واسترضاء تركيا التي ما لبست ترفع في مطالبها وشروطه من أجل الاستجابة لدعوة المعلم الأميركي لمشاركته التحالف؟!‏

أهذه حرب بالنظارات… أم بالقفازات؟!‏

طبعاً الولايات المتحدة تقدر الحرج التركي في أن يقاتل أردوغان القوة التي كان المساهم الأكبر في انشائها والأقرب لتحقيق مطامعه. لكنها لم تتوان عن تقديم المساعدات للمقاتلين داخل عين العرب من فوق الأسوار التركية الموضوعة لحماية الارهاب بانتظار تأمين شروطها غير القابلة للتحقق.‏

هذا الشرخ غير المعلن بين الموقف الأميركي الذي يقدر خطورة الوضع في المنطقة مع تفاقم الارهاب واعلان دولة الخلافة، والموقف التركي الذي يصف قوات داعش بالمجاهدين ويرى أن المقاومين داخل عين العرب المدعومين بهذا المستوى أو ذاك من الولايات المتحدة و«التحالف» ما هم إلا ارهابيين، أوقع تركيا في حرج آخر تحاول التحايل عليه.‏

فقد أعلن أوغلو الخارجية وليس رئيس الحكومة أن بلاده ستسمح بعبور البشمركة من أراضيها لدعم المقاومين في عين العرب. وبغض النظر عن الأهمية العسكرية المقترنة بفقدان الثقة بين الأكراد وتركيا لهكذا اجراء، فإن أوغلو يكذب والكلام لم يعلن في قرار رسمي…!! بل في مؤتمر صحفي للوزير التركي مع نظيره التونسي. وأضاف أن ثمة محادثات مستمرة حول الموضوع !!؟‏

بقلم: أسعد عبود