حماة-سانا
ما يزال قصر العظم في حماة يستقطب الزوار من مختلف المحافظات فهذه الآبدة الأثرية المشرفة على نهر العاصي تتميز بهندستها المعمارية وزخارفها ونقوشها وباحتها الفسيحة إضافة إلى شجرة المالونيا التي يبلغ عمرها 130 عاما.
وأوضح عبد القادر فرزات رئيس دائرة الآثار والمتاحف أن القصر بني في العام 1740 م كمقر لحاكم حماة متضمنا القاعة الكبرى التي تقع في الطابق العلوي والاصطبل مع مستودع العلف في الطابق الأرضي.. وفي عصر نصوح باشا العظم تحول القصر من بيت الوالي إلى بيت خاص بالحريم يدعى حرملك حيث أضاف إليه السلاملك عام 1780 ليقوم بعده أحمد مؤيد باشا العظم عام 1824 بإنشاء قبو ملحق بالإسطبل ويشيد فوقه جناحا مناظرا للقاعة الكبرى وإيوانا بديعا وعدة غرف كبيرة مثمنة الشكل في الطابق الأرضي من الحرملك فضلا عن حمام خاص بالقصر أطلق عليه اسم حمام المؤيدية.
وأشار فرزات إلى أنه في عام 1956 أصبح القصر ملكا للمديرية العامة للآثار والمتاحف التي اتخذته مقرا لمتحف إقليمي في حماة مبينة أن القصر يمتاز بزخارفه الهندسية والنباتية والكتابية الموزعة على الأحجار والأخشاب وبالشمسيات الجصية المخرمة وبوفرة مواضيع الزخارف الخشبية في السقوف والمكتبات وبتنسيق المداميك والجدران بالأبلق كما يتفرد قصر العظم الأثري بتعدد الخيوط الزخرفية في نوافذه ويتميز عن قصر العظم في دمشق بقبته السامقة التي تفرض نفسها على فضاء مدينة حماة.
وأضاف “إنه بعد افتتاح المتحف الوطني في حماة عام 1999 خصص المبنى ليكون متحفا للتقاليد الشعبية مؤكدا أن من بين كنوز هذا القصر “قاعة الذهب” الأخاذة التي تتمتع بأجمل الزخارف والرسوم النباتية والهندسية المنقوشة على أسقفها وجدرانها إضافة إلى نافورة الماء التي تتربع وسط القاعة حيث تم تصنيعها من الرخام المرصع بالأحجار الملونة ويتوسطها عمود مؤلف من سبع طبقات رمزا لأيام الأسبوع وفيها 53 منهل مياه تعبر عن أسابيع السنة الهجرية وعند تدفق المياه من هذه المناهل تتلألأ أعلى قبة الكريستال الكائنة فوق النافورة نتيجة إشعاعات الأضواء المنبثقة والمنعكسة من الفتحات المسماة بـ “القمريات”.
كما يضم القصر شجرة مانوليا ضخمة وهي تطالع زائر القصر في باحته بجمالها وشموخها ورونقها وأريجها وبحسب ريم السواس أمينة متحف حماة للتقاليد الشعبية فإن الشجرة التي زرعت عام 1885 يحاذيها حديقة وباحة رحبة تتوسطها بركة ماء تحف بها الأشجار ونباتات الزينة وتضفي على القصر لمسات من الجمال والبهجة وخاصة عندما تطرح أزهارها البيضاء الكبيرة مع بداية فصل الربيع.
عبد الله الشيخ