S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
دمشق-سانا
ركزت الندوة التي أقيمت في مكتبة الأسد الوطنية اليوم ضمن الفعاليات المرافقة لمعرض الكتاب الثلاثين حول التعريف بالمخطوط وأهميته وتصنيفه وطريقة حفظه.
وافتتح إياد مرشد مدير مكتبة الأسد الندوة بالحديث عن أهمية المخطوطات وضرورة الحفاظ عليها لأنها كنز قومي ثمين لا يعوض مبينا معنى المخطوط لغويا واصطلاحيا ودوره المعرفي كمصدر أولي وموثق للمعلومات يعتمد عليه الباحثون بشكل كلي أو جزئي.
وبين مرشد أن البلاد العربية حظيت بتراث علمي وثقافي مخطوط لم تحظ بمثله أمة عبر التاريخ ولا يتمثل ذلك في كثرته وحجمه فحسب بل في محتوياته العلمية والأدبية والثقافية والتاريخية لذلك كان لابد من اتخاذ كل الاجراءات الكفيلة بالحفاظ عليه.
وفي بداية محورها تحدثت أمينة الحسن مديرة المخطوطات والكتب النادرة في مكتبة الأسد عن أهمية المخطوطات لحفظ علم الأمة وتاريخها متطرقة لأنواع المخطوطات العربية التي تنقسم إلى المخطوط الأم والمنسوب والمصور والمخطوط على شكل مجاميع كما عرفت بالنسخ الخزائينية والنادرة والقيمة والطومارات”اللفائف” وبعلم الاكتناه وهو يختص بدراسة المخطوطات وتمحيصها وتأريخها بدقة.
وعرفت معاون مدير المخطوطات في المكتبة هبة المالح الفهرسة بأنها علم من العلوم الأساسية في مجال المكتبات والمعلومات له أصوله وقواعده التي استقرت منذ عشرات السنين ولكنه لا يكتسب بالقراءة والدراسة فحسب وإنما بالممارسة العملية.
وعن مشاكل الفهرسة أشارت المالح إلى أنها كبيرة لأن النسخ المتعددة للمخطوط الواحد يتفرد كل منها عن الآخر ويعامل كل منها على أنه كتاب جديد مبينة أن فهرسة المخطوطات تتطلب المزيد من البيانات ومن المفهرس مواجهة كثير من التحديات التي قد لا يجد لها حلا في القواعد العلمية والتي تحتاج بالضرورة إلى حس وخبرة عمليين.
ثم تحدثت مديرة المطبعة والترميم في المكتبة نعمة سري حول صيانة المخطوطات وحفظها وترميمها وتعقيمها عن العوامل المؤثرة في سلامة المخطوطات والتي تشمل الهواء سواء شديد الرطوبة أو شديد الجفاف والتغيرات الفجائية في درجات الحرارة والرطوبة والأتربة وزيادة الغازات الضارة في الهواء مثل ثاني أكسيد الكربون والأزوت والطفيليات كالحشرات والفطريات والفيضانات المفاجئة.
ويحتاج صيانة المخطوط بشكل دوري حسب سري إزالة بصمات الزمن التي ظهرت عليه بحكم قدمه وتعرضه لمختلف الأجواء والتعامل مع المخطوطات التي أصيبت فعلا أو ذات الاستعداد للإصابة لحمايتها.
ميس العاني
