یحتفل الجیش العربي السوري ھذا العام بعیده كما لم یحتفل منذ سنوات، فاحتفاله الیوم یجري وفي قبضته الكم الھائل من الإنجازات والانتصارات التي تحققت وأخرجت سوریة من دائرة الخطر الوجودي الذي أحدق بھا عندما شنت علیھا حرب كونیة استھدفتھا واستھدفت دورھا وكل ما یتصل بكیانھا ووظیفتھا الإستراتیجیة التي تمارسھا من أجل شعبھا وأمتھا دفاعاً عن القضایا العربیة وفي طلیعتھا فلسطین.
لقد نجح الجیش العربي السوري أولاً في الامتحان الخطر الذي تعرض له، نجح بالتمسك بعقیدته الوطنیة، وأثبت أنه الجیش العقائدي الصلب الذي لا تزیده المخاطر إلا قوة وتشبثاً بمبادئه، وأثبت أن القوي ھو من یستحق أن یكون فرداً أو منسباً في ھذا الجیش، ونعني القوي بانتمائه إلى الوطن، القوي بإرادته في الدفاع عن الوطن، القوي في مقاومة الإغراءات، القوي في استعداده لحمایة الوطن والتضحیة من أجله، أما الضعیف فإنه لا یملك أھلیة ولا شرف العمل في جیش عقائدي بمستوى الجیش العربي السوري الذي حیر العالم بثباته وشجاعته وإقدامه وتحمله شتى المتاعب والمصاعب في أقسى الظروف.
في عیده الـ 73 وبعد أكثر من سبع سنین من القتال العالي الشدة في المیدان المعقد على أرض سوریة، یحتفل الجیش العربي السوري ویقدم للشعب السوري وللوطن كله لا بل للأمة كلھا، الانتصار الإستراتیجي الأسطوري الذي حققه وبذل في سبیله دماء زكیة وجھوداً جبارة فاقت كل تصور.
في عیده الـ 73 یطل الجیش العربي السوري على العالم شامخاً قویاً، وقد أثبت مدى احترافه العسكري وعظیم قدرته على التكیف في مواجھة الأعداء مھما تنوعت صنوفھم وتغیرت أسالیب قتالھم وتبدلت جبھاتھم، إذ إن الجیش الذي أعد أصلاً لقتال عدو على الحدود والعمل على جبھة واضحة الاتجاه وجد نفسه یقاتل في الداخل عدواً یعمل على جبھات متعددة وعلى اتجاھات متعددة، وبین المدنیین ومن خلال الأبنیة، عدو تعقدت جداً ظروف قتال ومع ھذا استطاع جیشنا أن یصمد أولاً ثم یواجه وینتصر ثانیاً بعد أن أثبت أنه جیش لكل المھمات. جیشنا العربي السوري لكم التحیة والمجد.
میسون یوسف