المستكشف الآثاري الصغير.. فعالية ثقافية لتعليم الطفل السوري على تاريخ وطنه

اللاذقية-سانا

قامت دائرة آثار اللاذقية بالتعاون مع فرع الطلائع باللاذقية بتنظيم فعالية ثقافية بعنوان ” المستكشف الصغير أو الآثاري الصغير” لتعليم الطفل السوري على تاريخ بلاده وربطه بتراثه الوطني.

وتضمنت الفعالية تعريف الطفل بكيفية التنقيب عن الآثار وعملية تصويرها وتسجيلها في السجلات ومعرفة ترميمها ودراستها وشرحها إضافة إلى تأهيله ليكون مرشدا وحاميا لتاريخه وتراثه الوطني.

وقال الباحث المهندس ابراهيم خير بك مدير آثار اللاذقية في حديث لـ سانا إن فعالية المستكشف الآثاري الصغير هي الأولى من نوعها وإن الهدف منها إكساب الطفل المعلومات والمهارات وتطوير قدراته وتعزيز ثقته بنفسه وتنمية هوايته الوطنية في جو ممتع ومرح عن طريق اللعب وتمثيل الأدوار.

وأضاف خير بك تم استقبال مجموعة من الأطفال يقارب عددهم الـ 25 بموقع عين الحلوة الأثري القريب من موقع ابن هاني الأثري وتم تدريبهم على كيفية عمل التنقيب وطرائقه وتنفيذ تنقيب افتراضي بدفن بعض القطع الأثرية ليكتشفها الطفل أثناء التنقيب.1

وتتيح هذه الفعالية للأطفال بحسب ما أوضحه خير بك فرصة لعب دور عالم الآثار الصغير إضافة إلى تطوير مهارات التخاطب والحوار

والاستنتاج والبحث وفي مرحلة لاحقة سوف يتم منح الأطفال المستكشفين شهادة خاصة بأسمائهم واكتشافهم الأثري لإعطائهم شعورا بالإنجاز والثقة بالنفس.

وذكر خير بك أن شعبة ثقافة الطفل والنشاطات المدرسية المحدثة مؤخرا في دائرة آثار اللاذقية قد أعدت مجموعة من الأنشطة المخصصة للفئات العمرية الصغيرة التي تتراوح ما بين6 و 15 سنة لتنمية شخصيتهم وتعزيز الهوية الوطنية وتحقيق الشعور بالفخر للانتماء لهذه المنطقة ذات العمق التاريخي والبعد الحضاري المتجذر حتى آلاف السنين في سورية بشكل عام والساحل بشكل خاص وذلك عبر أنشطة ممتعة ومفيدة لاكتساب المعلومات.

وأوضح أن هذه الأنشطة تضم التراث المحكي الذي تقدمه شعبة التراث الشعبي المحدثة أيضا في الدائرة من جمع لهذا التراث عبر ركن حكايات جدتي حيث يستمع الأطفال إلى حكايات من الموروث الشعبي ومفردات الجدات من أجل العيش في جو من العلاقات الاجتماعية والترابط بين الجيران قديما بالإضافة لبعض الأنشطة التي تعلم الطفل المهارات والتقنيات مثل صناعة الفخار باستخدام الدولاب اليدوي.

وأكد مدير آثار اللاذقية أن مهمة دوائر الآثار ليست فقط ترميم الآثار والتنقيب عنها وتوثيقها وحفظها وحسب بل مساندة وزارة الثقافة فيما تقوم به لزيادة وعي وثقافة الفرد صغيرا كان أم كبيرا وهي أيضا مهمة وطنية تساهم في رسم وبناء علاقة الطفل بالتراث وتحديد هوية هذه العلاقة في المستقبل.

وإن زيادة وعي كل طفل بحسب خير بك تؤمن للدولة في المستقبل حارسا مجانيا يحمي آثار الوطن باندفاع ذاتي كما يؤمن دليلاً سياحياً ومرشداً ثقافياً عارفاً بأصالة حضارته وتاريخ تراثه وهذا يحتاج إلى تنسيق مستمر مع جمعيات رعاية الطفولة والمدارس العامة والخاصة بالإضافة لاستثمار حصة الطلائع والنشاط لكل صف أو حتى لكل شعبة ولو لمرة واحدة في العام على مستوى مدارس المحافظة.

وبين أن هذه النشاطات هي رديفة لمنظمة طلائع البعث التي قدمت وتقدم على مدار سنوات عديدة برامج هادفة ومن الأهمية بمكان أن يتم التنسيق بين كل الجهات الحكومية والأهلية والمنظمات غير الحكومية حتى وسائل الإعلام والمجتمع الأهلي لتوسيع المشاركة وبناء شبكة شاملة تغطي كل أنحاء القطر وبالتعاون مع وزارة التربية.

وعن مشاركتها بهذه الفعالية أوضحت الطفلة المستكشفة ريم محمد ذات السنوات العشر أن هواية التنقيب من أجمل هواياتي لأنها مسلية ومفيدة بقدر ما هي شاقة فهي تجمع العناء والسعادة معاً لأنك بنفس اليد التي تنقب تحمي آثار البلد. فحين تعلم الأيادي الصغيرة التنقيب فإنك تغرس في نفوسنا حب الآثار التي تركها الأجداد لتكبر معنا وتصبح جزءاً لا يتجزأ من شخصيتنا نحن الصغار فتشع محبة تراثنا في قلوبنا ويترسخ إيماننا بقيمة هذه الكنوز الثمينة فنهب للدفاع عنها إذا ما نادتنا.

أما الطفلة المستكشفة لمى تسع سنوات فقالت: لقد حفرنا واكتشفنا أشياء كانت تحت الأرض تحكي عن تراث بلدنا سورية ولقد جمعوا هؤلاء الأطفال لكي يفرحوا بما اكتشفوه وشكرت دائرة الآثار لوجودهم مع أطفال سورية بلد الخير.

الطفل المستكشف طارق 12سنة قال إن هناك أيادي صغيرة ضمت تراب الوطن بحنان وشوق بكل اعتزاز وحب حيث أمسكنا الأدوات البسيطة  والصغيرة لنبحث ونكتشف ماذا خبأت هذه الأرض في داخلها من تاريخ وكنوز.

بشرى سليمان