دمشق-سانا
كرمت شعبة المبدعين العرب وإدارتها الاقليمية في سورية بالتعاون مع مهرجان يا مال الشام الثقافي الشاعر توفيق أحمد عن مجمل إبداعاته الأدبية ومشاركاته في مهرجان يا مال الشام.
وقرا الشاعر أحمد مجموعة من قصائده تناول فيها الهم الاجتماعي والانساني اضافة الى معالجته لكثير من القضايا الاجتماعية والمآسي التي اصابت المجتمع السوري من تعرضه لأبشع موءامرة مرت بها سورية عبر التاريخ مستخدما اسلوبا شعريا رقيقا مليئا بالإيحاءات والدلالات اضافة الى التزامه بالموسيقا والعاطفة الانسانية حيث جاءت القصائد في جو من الانسجام بينها وبين المتلقي فكانت اهم ما في قصائده التي القاها الشام التي اصبح فيها كل شيء جميلا كما قال في قصيدة /على سرير يديها.
لله هذه الشآم .. حسن وأهل كرام على سرير يديها .. خد الزمان ينام فيها تصلي المعالي .. وقاسيون الامام إن أذن الفل فيها .. بالعطر لبى الخزام كما حاكى احمد ببعض قصائده شعراء الاصالة وحاول بنجاح ان يتجاوز ابداعاتهم حيث عارض معلقة عنترة العبسي فأضاف اليها كثيرا من المعاني المبنية على المثل والحضارة وحب الانسان فقال في قصيدة /أسئلة /..
عندي جراح ما أزال أحبها..
لأضيف عرس الأغنيات لمأتمي
أنا لا أريد القتل ضرب هواية.. لكن أريد الآن كشف المجرم
لا وقت للمعنى فما هذا الذي .. يجري بقاموس الهراء المظلم
وبين الشاعر /حسام منصور /رئيس شعبة المبدعين العرب ان مثل هذا التكريم يعتبر رسالة انسانية وادبية يجب ان نوءديها نحن السوريين فنحن نكرم المبدعين ونرفع راية الثقافة ليرى العالم ان سورية باقية واننا نوطد علاقتها بالحضارة ولا يمكن لاحد ان يطمس هويتنا.
اما عن تكريم الشاعر توفيق احمد فهو بحسب ما اشار اليه منصور من المشاركين بمهرجان يا مال الشام الثقافي الذي كرمنا كل من شارك به الا ان توفيق احمد اعطى للساحة الثقافية كثيرا من ذوب نفسه وابداعه وساهم باستمرارها في ظل كل التحديات التي تواجهها سورية.
وعن أشعاره قال الدكتور الناقد غسان غنيم ان الشاعر توفيق احمد كسر الوقت ومشى فانه أعلى نشيده متحديا جبال الريح منطلقا من أرض صلبة في الشعر ممتلكا ناصية القصيدة التقليدية التي تعتبر أساسا في كتابة الشعر كما انه لا يفوت ان يكون القرآن الكريم ركنا مهما في بناء تكوينه المعرفي والادبي فتراه حاضرا في شعره عبر صوره ولغته الفنية العالية وتناصاته الزاخرة بالفنية والدلالات كقوله في نص بعنوان/ هزي بجذع النخلة/.
هزي بجذع النخلة العجفاء .. فالثمر انتهى .. واساقطي هذا المساء جهنما .. أحلى وأرحب .
في حين قال الناقد عمر محمد جمعة ان تجربة الشاعر توفيق أحمد حفلت بموضوعات مختلفة تعد استكمالا لما جاء في التجارب الشعرية السابقة والمعاصرة في سورية ولئن تعددت موضوعات قصائده فان الموضوع الاهم الذي وسم هذه القصائد هو نزوعها الى استثمار مكونات الطبيعة الريفية لافتا الى ضرورة قراءة قصيدة دمشق التي القاها بشكل هادئء نظرا لمعانيها المتباينة .
وان حضور تجربة توفيق احمد بحسب الناقد احمد هلال تمثل دلالات الاقتراب من تجربة واعية لممكنها اللغوي والجمالي والدرامي وما تضيفه للمشهد الشعري السوري من قيم التجاوز والاختلاف والخصوصية المدهشة مضيفا ان الشعر عند احمد يأتي كمرايا لتحولات الذات المبدعة وهي تعبر الى أفقها حيث جاءت كعلامات تدل على ذاته وهي استحقاق لمغامرة ابداعية بشرط حداثتها وخصوبة متخيلها وانفتاح دلالتها.
ورأى الشاعر داوود ابو شقرة ان الشاعر توفيق احمد يسجل موقفا وطنيا بقصائد صادقة تحلم بتغيير نحو الافضل فهو يكتب الشعر بأمانة ادبية ويعتبره اهم من الرصاصة في زمن كثرت فيه الموءامرات على سورية.
وتخللت الحفل مشاركات غنائية وموسيقية لمجموعة من الفنانين والهواة الشباب الذين قدموا مجموعة من المعزوفات الشرقية والاغاني الوطنية والاجتماعية نالت إعجاب الحضور .
محمد الخضر- شذى حمود