باريس-سانا
اعتبر الخبير والباحث الفرنسي البارز في علم الجريمة آلان باور أن الولايات المتحدة تتخذ موقفا خاطئا تماما من قضية مكافحة الإرهاب.
وقال باور في حوار مع صحيفة لو باريزيان الفرنسية نشر اليوم “إن فرنسا تسترشد اليوم في مكافحتها الإرهاب بموقف الولايات المتحدة بالكامل ولكن هذا البلد يغير مساره في هذا المجال بصورة حادة بانتظام وهناك انطباع بأن الولايات المتحدة عاجزة تماما عن إدراك ما يجري على أرض الواقع”.
وأضاف باور “إن الولايات المتحدة احتاجت إلى 20 عاما لإدراك أن مشكلة وجود بن لادن لا يجب تسويتها بأعمال في كابول وإنما في إسلام آباد لأن تنظيم القاعدة الارهابي كان نوعا من فرع للأجهزة الخاصة الباكستانية متسائلا .. كم من الوقت ستحتاج الولايات المتحدة لتدرك أن مشكلة وجود تنظيم داعش الارهابي يجب تسويتها عن طريق السعودية وليس في دمشق أو بغداد”.
وأكد الخبير الفرنسي ردا على ما اذا كان هناك جدوى من مشاركة فرنسا في شن ضربات على أراضي العراق مع الولايات المتحدة ان الرأي الذي أدلى به الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك ووزير خارجيته دومينيك دو فيلبان في عام 2003 ومفاده أن مشاركة فرنسا في مثل هذه العملية العسكرية ستكون خطوة جنونية لا يزال صائبا.
وقال باور “يجب ألا ننسى أن أصدقاءنا الأمريكيين نشروا فوضى حقيقية أينما تدخلوا ولم يعد هناك طريق العودة في هذه البلدان ومن البديهي تماما بالنسبة إلينا الآن أن محاولات استنساخ النظام الأمريكي لا تنجح في أي بلد على الإطلاق” رافضا بشدة استخدام القوات البرية الفرنسية في ما سماه النقاط الساخنة في الشرق الأوسط معتبرا انها ستتعرض لنيران الحرب المشتعلة.
يذكر أن باور يترأس حاليا المجلس الفرنسي للشركات الخاصة في قطاع الأمن وهو مستشار لرئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس وصديقه المقرب وسبق له أن شغل مناصب رفيعة في جهات مراقبة نظم الأمن ومكافحة الجريمة وكان مقربا من الرئيسين السابقين جاك شيراك ونيكولا ساركوزي.