القدس المحتلة-سانا
“لدى إسرائيل فرصة تاريخية لتطبيع علاقاتها مع دول عربية معتدلة في ظل ما تشهده الآونة الأخيرة من اتساع شبكة المصالح المشتركة ونشوء حالات ناجحة من التعاون المشترك” اعتراف جديد لوزير صهيوني سابق يؤكد مضي علاقات كيانه مع بعض الأنظمة العربية بعد أن انتقلت هذه العلاقات من السرية إلى العلنية.
ففي دراسة أعدها وزير الحرب ورئيس أركان قوات الاحتلال الإسرائيلي السابق موشيه يعلون أوضح أن بعض الأنظمة العربية بدأت تصل لقناعات جديدة أهمها أن “إسرائيل” ليست جملة اعتراضية في المنطقة فمصر وقعت معها اتفاق كامب ديفيد في عام 1979 والأردن وقع اتفاق وادي عربة عام 1994 وفي عام 2002 جاءت المبادرة السعودية “للسلام” مع “إسرائيل”.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو كشف عن تعاون على مختلف المستويات مع أنظمة عربية لا توجد بينها وبين كيانه اتفاقات سلام مشيرا إلى أنه ينمو باضطراد بينما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان زار كيان الاحتلال سرا مطلع أيلول الماضي في حين كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن ابن سلمان التقى نتنياهو خلال زيارته العاصمة الأردنية عمان منتصف الشهر الماضي.
وأشارت الدراسة التي شاركت بإعدادها الباحثة الصهيونية ليهيا فريدمان إلى أن التطورات التي تشهدها المنطقة والعالم خلال العقد الأخير غيرت سلم أولويات الأنظمة العربية المسماة معتدلة بصورة أثرت على نظرتها تجاه “إسرائيل” لأنها باتت ترى فيها شريكا لمواجهة إيران موضحة أن هذه الأنظمة قابلت ذلك بتراجع اهتمامها بالقضية الفلسطينية الأمر الذي ساعد على تقريبها من “إسرائيل”.
وتؤكد العديد من التقارير أن الاتفاقات بين عدد من الأنظمة العربية وخاصة النظامين السعودي والبحريني ومشيخة قطر مع كيان الاحتلال تشمل المجالات السياسية والعسكرية والاستخباراتية وتتعزز فيما يخص دعم التنظيمات الإرهابية في سورية بالمال والسلاح.
وفيما يتعلق بالعلاقات بين كيان الاحتلال والنظام السعودي أشارت الدراسة إلى أن ذروة التقارب تمثلت في مقابلة رئيس أركان الاحتلال غادي ايزنكوت مع موقع ايلاف السعودي في تشرين الثاني الماضي والتي أعلن خلالها الاستعداد لمشاركة المعلومات الاستخبارية مع السعودية مبينا أن هناك مصالح مشتركة كثيرة بين الجانبين وخصوصا فى مواجهة إيران الأمر الذي لم يكن ليحصل في سنوات سابقة.
وكان ايزنكوت أقر في المقابلة أن النظام السعودي لم يكن يوما عدوا لكيانه مشيرا إلى وجود توافق تام بين الجانبين.
وقالت الدراسة: إن “السعودية بصدد الانتقال من الاقتصاد المعتمد على النفط إلى اقتصاد يقوم على المعرفة والخدمات المتطورة وتبدو (إسرائيل) مرشحة للقيام بهذا الدور”.
ما توصلت إليه دراسة يعلون ليس جديدا لكنه يؤكد أن الأنظمة الخليجية ماضية في “تطبيعها” وعلاقاتها مع كيان الاحتلال على حساب حقوق الشعب العربي الفلسطيني وما صمتها حول نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة وقبولها بما تسمى “صفقة القرن” وتوالي زيارات وفودها السرية والعلنية إلى كيان الاحتلال ولقاء مسؤوليها مع مسؤولي الاحتلال إلا تأكيد على سقوط الأقنعة التي كانت تتلطى خلفها في حين كانت تعمل في الخفاء على التقارب مع هذا الكيان إلى درجة تبرير جرائمه واعتداءاته والتحالف معه والهدف الحصول على شرعية تفتقدها.
دارين عرفة
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: