موسكو-سانا
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه لمس لدى نظيره الأمريكي جون كيري خلال لقائهما الأخير في العاصمة الفرنسية باريس ميولا نحو البحث عن “نقاط إيجابية” بين البلدين رغم “التوتر” في العلاقات بين البلدين.
ونقل موقع روسيا اليوم عن لافروف قوله في تصريحات له اليوم ” إن كيري يميل نحو البحث عن موضوعات إيجابية لكي نستطيع التحرك إلى الأمام والبحث عن حلول للقضايا التي لانزال نختلف بشأنها”.
واعتبر لافروف أن العلاقات بين البلدين في “حالة تجمد” بل ووصلت في بعض الجوانب إلى “طريق مسدود” ذلك لأن أغلب الاقتراحات التي يطرحها شركاؤنا الأمريكيون على الطاولة موجهة بالدرجة الأولى لتلبية مصالحهم في حين أننا عندما نقترح أمرا ما على زملائنا وكما هو متبع نسعى لأخذ توجهاتهم بعين الاعتبار وايجاد توازن فيما يخص المصالح وهذا بحد ذاته عمل ليس سهلا ومن الطبيعي أنه يشمل الوضع الحالي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأضاف “إننا نتعاون في الملف النووي الإيراني ونشارك في حل المشكلة المجمدة حتى هذه اللحظة وهي مشكلة نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية ونجري حوارا شاملا بشأن جدول أعمال مجلس الأمن ولا شك أن الموضوع الأوكراني دائم الحضور في مناقشاتنا كافة مع جميع شركائنا لذا فإن جدول أعمال بحث القضايا الدولية مكتظ بما فيه الكفاية بتوجهات متناقضة ونضطر إلى البحث عن حلول وسط ونحن من جانبنا دائما جاهزون لهذا الأمر”.
وعن الوضع في منطقة الشرق الأوسط قال لافروف” في الوقت الحالي تؤثر التنظيمات الإرهابية على الوضع في العالم وتكاثرت هذه التنظيمات بعد العدوان على العراق عام 2003 عندما تم قصف واحتلال هذا البلد بدون قرار من مجلس الأمن حيث تم الإعلان آنذاك عن انتصار الديمقراطية لكن العراق اليوم يعاني من خطر التقسيم وبعد ذلك تعاملوا مع ليبيا بنفس السيناريو ومن ثم توجهوا إلى سورية ويحاولون تطبيق السيناريو هناك ومع هذه الانتصارات التي يتحدثون عنها ظهر تنظيم القاعدة و”جبهة النصرة” وتنظيم “داعش” الإرهابي الذي علينا محاربته لأنه يشكل خطرا على الجميع”.
وأشار لافروف إلى أن الولايات المتحدة تحاول دائما تسخير الأمور في العلاقات الدولية لخدمة مصالحها وتحاول دائما معاقبة تلك الدول التي لا توافق واشنطن في الرأي وفي نفس الوقت تطالب الولايات المتحدة الدول باحترام المبادئ الديمقراطية ولكن عندما يدور الحديث عن تطبيق هذه المبادئء على العلاقات الدولية واحترام القانون الدولي واتخاذ القرارات الدولية بطريقة ديمقراطية يفقدون “الحماس” في الحديث عن هذه الأمور.
وحول العلاقات مع أوروبا وصف لافروف تلك العلاقات بالمهمة للطرفين بحكم الجوار وقال” أعتقد أن أوروبا لن تستطيع التملص من روسيا ولا روسيا التملص من أوروبا لأننا جيران ولدينا تاريخ مشترك على مدى قرون حسب تعبير أحد المفكرين كما ان روسيا أنقذت أوروبا من نفسها أكثر من مرة وهذا ما حصل في فترة حروب نابليون وكذلك في الحرب العالمية الثانية وفي الحرب العالمية الأولى والآن أصبحوا يتحدثون بصراحة عن ذلك”.
وأوضح الوزير الروسي أن روسيا لعبت أهم الأدوار بتنفيذ التزاماتها التحالفية ولولا الثورة لما عرف أحد ما هو الشكل الذي كانت ستتخذه أوروبا من الناحية الأمنية والبنية السياسية وقال” أنا مقتنع بأن شركاءنا أو على الأقل أولئك الذين يمثلون الدول الجدية وبالدرجة الأولى الأوروبيون وعدد من الساسة ورجال الأعمال من وراء المحيط أدركوا مدى ضرر النزعة الحالية المتبعة لمعاقبة روسيا”.
كما بين لافروف أن العقوبات الغربية المفروضة ضد روسيا تهدف إلى الضغط عليها لتغيير موقفها من قضايا أساسية أكثر من إيجاد حل للأزمة الأوكرانية وقال “إن شركاءنا الذين فرضوا عقوبات ضدنا لا يخفون أبدا أن هدف هذه العقوبات الرئيسي ليس إيجاد حل للأزمة الأوكرانية بل هو تغيير روسيا وتغيير رؤيتها من قضايا أساسية وإجبارها على تبني موقف الغرب”.
ورأى الوزير الروسي أن زمن التفكير الاستعماري انتهى وهذا السلوك هو سلوك القرن الماضي في إشارة منه إلى عدم جدوى اتباع هذه السياسة مع بلاده.
يشار إلى أن روسيا تؤكد على أعلى المستويات موقفها الثابت بضرورة حل الأزمات الدولية وفق القانون الدولى وقرارات مجلس الأمن وترفض التدخل بشؤون الدول المستقلة وتأخذ على الولايات المتحدة والغرب عموما سعيهم لفرض اجنداتهم وأسلوبهم على الدول الأعضاء فى الامم المتحدة بالقوة.