الشريط الإخباري

خبرات تحكيمية وكروية: تقنية الفيديو المساعدة للتحكيم لم تستخدم بالشكل الأمثل في مونديال روسيا

دمشق-سانا

فتح استخدام تقنية الفيديو المساعدة للتحكيم في مونديال روسيا 2018 لكرة القدم جدلا واسعا في صفوف الرياضيين والمتابعين بين مؤيد ورافض للاحتكام لها في الحالات القابلة للشك ولا سيما بالأهداف ومنح ركلات الجزاء والبطاقات الحمراء.

وفي تصريح لنشرة سانا الرياضية قال عضو لجنة الحكام الرئيسية في اتحاد كرة القدم العميد فايز الباشا: “إن تقنية الفيديو أظهرت سلبياتها بشكل واضح في مونديال روسيا فساهمت في إخراج منتخبات من الدور الأول لعدم استخدامها بالشكل الصحيح” مشيرا إلى أن التحكيم موهبة وليس صناعة فالحكم الموهوب يعطي قرارات صائبة وإن وجد خطأ فهو خطأ بشري يتم تقبله من قبل لاعبي الفريقين والجمهور.

وأضاف الباشا: إن الحكم الذي لا يقرأ المباراة بالشكل الصحيح لا يستحق أن يكون حكما وعند وجود أكثر من رأي في حسم حالة معينة أثناء المباراة يعني عدم وجود قرار صارم وحاسم ما يعزز الشكوك في نزاهة التحكيم ولا سيما في المباريات الحساسة.

ورأى الحكم الدولي مازن الغايب أن تقنية الفيديو أثبتت صوابيتها بنسبة 80 بالمئة ولكن الـ 20 بالمئة المتبقية كارثة إذا لم يتم تلافيها من خلال إدخال تعديلات عليها ولا سيما أن هذه التقنية لا تطبق إلا في حالات محددة وهناك بعض الحالات لا يتم فيها استخدام هذه التقنية ما قد يغير مجرى المباريات ونتائجها لافتا إلى أن حكم الفيديو ليس له قرار نهائي ملزم تجاه حكم الساحة حتى لو كان رأيه هو الصائب.

وأوضح الحكم الدولي محمد العبدالله أن التحكيم بحاجة إلى التركيز مئة بالمئة ووجود هذه التقنية يأخذ حيزا كبيرا من تركيز الحكم ويوقعه في مواقف محرجة أمام آلاف الجماهير والمتابعين فيعود إلى المباراة بعد ذهابه لمشاهدة حالة ما وهو منقوص التركيز ومتوتر من وقوع حالات أخرى قد تؤدي به إلى الابتعاد الذهني الكامل تجاه مجريات المباراة معربا عن عدم وجود عدالة في استخدام هذه التقنية في المونديال فهناك محاباة للمنتخبات الكبيرة على حساب المنتخبات الأخرى.

بدوره المدرب الأسبق لمنتخب سورية للرجال فجر ابراهيم بين أن تقنية الفيديو مفيدة جدا للعبة كرة القدم إذا استخدمت بالشكل الأمثل وهذا لم نره في المونديال فالمنتخب الايراني يستحق احتساب ركلة جزاء لمصلحته أمام البرتغال لم يحتسبها الحكم ولم يذهب لمشاهدتها في الفيديو رغم مطالبة اللاعبين ومدربهم داعيا الاتحاد الدولي (فيفا) إلى اختيار حكام على مستوى عال للتحكيم في البطولات الكبيرة ولا سيما في كأس العالم.

ونوه مدرب منتخب سورية للشباب رأفت محمد بهذه التقنية وعدالتها النسبية مؤكدا أنها بحاجة إلى تطوير لكي لا تفقد المباريات جماليتها وسرعتها عندما تتوقف لمشاهدة الخطأ فتنهي بذلك العفوية في الفرح أثناء دخول الهدف أو احتساب ركلة جزاء إضافة إلى حالة التوتر التي تصيب اللاعبين والجمهور ريثما يبت في احتساب الخطأ أو الهدف.

واعتبر المدرب الأسبق لمنتخب سورية للناشئين محمد العطار أنه قبل إدخال هذه التقنية عندما يخطئ الحكم فالخطأ غير مقصود ولكن مع وجود هذه التقنية فالأخطاء مقصودة وهذا ما لاحظناه في بعض مباريات المونديال فيتم احتساب ركلات جزاء لمشاهير الكرة بينما يتم التغاضي عن احتساب أخطاء واضحة للآخرين متسائلا عن الوقت الذي يضيع من عمر المباراة بسبب توقفها أكثر من مرة لمشاهدة الحالات هل يتم احتسابه بشكل دقيق من الوقت بدل الضائع.

يذكر أن تقنية الفيديو بدأ تطبيقها في مونديا ل روسيا الحالي لأول مرة في تاريخ المسابقة وسيطرت على المشهد بسبب الحالات التحكيمية المثيرة للجدل فتم احتساب 20 ركلة جزاء في 40 مباراة جرت حتى الآن سجل منها 15 بينما ضاع 5 كما ساهمت خاصية تقنية الفيديو في احتساب 10 ركلات جزاء.

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم وافق على استخدام تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم في كل المسابقات ومن بينها نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا حيث تقتصر هذه المساعدة التكنولوجية على أربع حالات يمكن أن تغير مجرى المباراة بعد تسجيل هدف وقرار بركلة جزاء وبعد بطاقة حمراء مباشرة أو في حالات الخطأ في هوية اللاعب الذي وجه إليه إنذار أو بطاقة حمراء.

محمد الخاطر