عيد طرطوس يتزين بفرح الأطفال وضحكاتهم

طرطوس-سانا

على شاطئها الجميل وبين الجبال وأحضان الطبيعة وفي المتنزهات الشعبية الجبلية توزع سكان طرطوس ريفاً ومدينة لإحياء طقوس عيد الفطر المبارك.

أبناء المحافظة اعتادوا على صناعة الفرح في العيد رغم الآلام التي سببتها الحرب لكن العائلات تحرص على الاجتماع في العيد وتحضير أجواء الفرح من جديد وهي حرفة يتقنها أبناء الساحل الذين علمهم البحر كيف يلقون الهموم فيه ويمضون إلى الأمام.

ويساعد الجو المتميز الذي يرافق عطلة العيد المواطنين في الخروج لأماكن التنزه المختلفة حيث جاءت عائلة دريد مع الأصدقاء في رحلة خاصة على الكورنيش البحري لمدينة طرطوس يتناولون الطعام والشراب ويتبادلون التهاني مع الأصدقاء والجيران الذين يتواجدون بنفس المكان وللغاية ذاتها.

مشاهد فرح الأطفال تزينها ضحكاتهم وثيابهم الجديدة بالرغم من غياب الأب المكلف بمهمة عسكرية في الجيش العربي السوري حيث تقول الطفلة جنى بدور: العيد حلو كتير اشترينا ثيابا جديدة وزرنا اقاربنا لكننا لن نتمكن من الذهاب إلى مكان بعيد لأن أبي غير موجود معنا مشيرة إلى أنه عايدها وأخاها على الهاتف ووعدها بأن يشتري لها الهدايا في أول إجازة يعود فيها الى المنزل.

المطاعم والجلسات الشعبية كثرت في اليوم الثاني للعيد بعد يوم المعايدة حيث انطلقت الأسر نحو المطاعم والمقاصف لقضاء أوقات قصيرة في الترفيه وتقول نسرين: العيد فرصة مهمة لاجتماع العائلة حيث اجتمعت مع إخوتي الذين قدموا من دمشق لقضاء العطلة في طرطوس مشيرة إلى أن الحركة هذا العام أكثر وأوسع كما أن مظاهر الفرح أكثر انتشارا.

عائلات كثيرة منعتها الظروف من الخروج للمقاصف والساحات العامة لكنها تتبادل الزيارات مع الجيران في الحارة حيث تعتبر منار أن زيارة الأقارب والجيران واجب خلال العيد لافتة إلى أنها زارت جارتها صباح اليوم وحملت لها معها طبقا من الحلوى الذي صنعته بنفسها.

مظاهر الفرح بدت متفاوتة بين أسرة وأخرى والمشهد مختلف لدى الأسر التي فقدت أحد أبنائها خلال الحرب شهيدا أو مفقودا وتقول أم فراس: منذ أكثر من عامين فقد ابني في مطار أبو الضهور وحتى اليوم لا نعرف عنه شيئا وتضيف: يمر العيد ولكننا لا نحس به لكننا نفرح لفرح الناس متمنية أن تتمكن في القريب العاجل من سماع خبر يعيد الفرح لأسرتها وأن يمن الله على سورية بنعمة الأمن والأمان.

غرام محمد