السويداء-سانا
على وقع فنجان القهوة العربية المرة وكلمات الترحيب بالضيف “أهلا وسهلا” و”حي الله” تفتح المضافات ضمن منازل محافظة السويداء أبوابها لتستقبل زوارها في جميع الأوقات لتمارس دورها في تعزيز التواصل بين أفراد المجتمع والحفاظ على التماسك الاجتماعي.
المضافات لعبت عبر الزمن دورا تعليميا يكرس القيم النبيلة ويعلم آداب الحديث والاحترام وحسن استقبال الضيوف وحماية المستجير والدخيل وإيواء ومساعدة المحتاجين.
وبحسب عضو مجلس إدارة جمعية العاديات في محافظة السويداء تيسير العباس بقيت للمضافات خصوصيتها رغم تراجع دورها قليلا بسبب تعقيدات الحياة الاجتماعية ودخول مفاهيم وأفكار جديدة على مجتمعاتنا.
وتشكل المضافة أبرز معالم منازل السويداء وغالبا تكون أكبر الغرف ولها مدخل مستقل حرصا على راحة الضيوف مع ايلائها اهتماما خاصا لكونها تمثل واجهة الدار وتعكس مكانة صاحبها الاجتماعية.
ورغم تغير ديكور المضافات وأثاثها مع تطور واقع الحياة وإدخال تعديلات عليها إلا أن عددا منها حافظ على شكله القديم من حيث الأرضية الطينية أو البازلتية والمساحات الكبيرة والنوافذ المتقابلة والسقوف العالية على شكل قناطر حجرية والجدران المكسية بالطين والمصاطب الحجرية التي تسمى “تواطي” والتي يمد عليها السجاد الصوفي.
وتتميز المضافة كما يشير العباس بتقديم القهوة المرة للضيف بعد دخوله ونجد في زواياها الفناجين والأدوات اللازمة فضلا عن تقديم المنسف “الطعام التقليدي” ضمنها.
الشيخ مروان عزي تحدث عن آداب وأعراف المضافات منها ملاقاة “المعزب” للضيف إلى بابها وإدخاله إليها أمامه والترحيب فيه وتقديم القهوة المرة له قبل أن يدور الحديث إضافة إلى عدم الهزل في الحديث وحسن الاستماع والجلوس فيها بأدب وتواضع وتكريس الوقت لتلبية احتياجات الضيف وعدم التلفظ بالكلمات النابية أو التكلم عن خصوصيات الناس والوقوف لكل من يدخل إليها حتى يأخذ مكانا للجلوس وبقاء صاحبها واقفا يرحب بضيوفه إلى أن يسمحوا له بالجلوس وعدم مغادرة الجالس فيها قبل الاستئذان من صاحبها ومن يكون فيها ودعوتهم إلى زيارته.
الشيخ عزي يبين كيف كانت المضافات تجمع أهالي البلد لتداول الأحاديث المتعلقة بحياتهم وعرض بطولات الأجداد وسرد الحكايا والأشعار والقصائد ومعالجة المشكلات وحل الخلافات والاتفاق على مسائل الزواج واستضافة الأفراح والتعازي وغيرها الكثير من القضايا المجتمعية والوطنية.
وتبقى للمضافات في محافظة السويداء خصوصية ترتبط بعادات وتقاليد أهلها وتبقى رمزا للكرم والأصالة وتكريس القيم النبيلة وشاهدا حيا على وقائع وأحداث انطلقت منها.
عمر الطويل
تصوير حسان السمارة
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: