تحرك الولايات المتحدة دواعشها شرق سورية للعبث بالمنطقة والقيام بأعمال إرهابية علها تستطيع إطالة أمد الأزمة وتخريب الحل السياسي، وتسعى إدارتها بكل جهودها لاختراع أوراق جديدة تستثمرها في الحرب على سورية بعد خسارتها أوراقها الإرهابية في غير منطقة من سورية.
تتحرك استخباراتها وأجهزتها السياسية والإعلامية على جبهة الجنوب السوري لتأخير وعرقلة تقدم الجيش العربي السوري الذي أعد العدة لتطهيره من رجس التنظيمات الإرهابية وإعلان المنطقة آمنة وخالية من الإرهاب.
مثل هذا الكلام ليس مصدره التنبؤات أو الرجم بالغيب، بل هو حقيقة دامغة تؤكدها الحقائق اليومية على الأرض، وآخرها اعتداءات أميركا وتحالفها على السوريين الأبرياء في قرى الحسكة إضافة إلى قصفهم المتكرر لعشرات المناطق والذي أدى إلى استشهاد عشرات الأبرياء وتدمير المنازل والممتلكات العامة والخاصة.
لم تتعظ أميركا ودول الغرب الاستعماري التي أخذت على عاتقها نشر الخراب والفوضى في سورية من فشل عدواناتها السابقة واستمرت بالعزف على شعاراتها الرنانة بمكافحة تنظيم داعش الإرهابي والتستر بعباءته مع مواصلة طائراتهم بزهق أرواح المدنيين الأبرياء.
ومع العزف على هذه الشعارات استمرت بعدواناتها المباشرة كما أوكلت المهمة للكيان الإسرائيلي مرات أخرى كي ترفع معنويات تنظيماتها الإرهابية المنهارة في الميدان وخصوصاً بعد الحديث السوري عن استعادة الجنوب وتطهيره من التنظيمات الإرهابية، حيث ارتفع منسوب الهستيريا الأميركية إلى أعلى مستوياته فراهنت إدارة ترامب ومعها إسرائيل على استنزاف الجنوب السوري تحت مظلة الاتفاقات الدولية وبذريعة مناطق خفض التوتر.
أما أجهزتها الإعلامية الكاذبة فلا تتوقف عن سيناريوهات الكيماوي المفترضة المزعومة ونبش دفاترها المضللة لتغيير الموازين على الأرض بعد أن اندحر إرهابيوها في غير مكان من الخريطة السورية، ويتابع دبلوماسيوها مهمة الكذب على العالم حول الوضع في سورية، فتراهم يلهبون الأمور في سورية والمنطقة برمتها بذريعة الحفاظ على خفض التوتر في سورية والأمن والسلام في الخليج والمنطقة.
لكن الذي لم تدركه أميركا وحلفها الاستعماري المارق وأدواتها الإقليمية الرخيصة والإرهابية المتطرفة أن إرادة المقاومة لدى السوريين هي أقوى من كل أجنداتهم ومخططاتهم وغطرستهم وأنهم يستعدون مع جيشهم الصامد لإتمام النصر على التنظيمات المتطرفة التي كانت طوال السنوات السبع الماضية حزاماً آمناً للكيان الإسرائيلي غير آبهة بكل تهديداتهم المتغطرسة.
بقلم أحمد حمادة