بوتين حول إسقاط الطائرة الماليزية: لا يمكننا قبول نتائج تحقيق لم نشارك به

موسكو-سانا

جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم نفي بلاده لضلوعها في حادث إسقاط طائرة الركاب الماليزية فوق شرق أوكرانيا عام 2014 موضحا أن موسكو لا يمكنها قبول نتائج تحقيق لم تشارك فيه.

ونقلت وكالة تاس للانباء عن بوتين قوله أثناء مناقشة دارت في إطار منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي “إن هناك فرضيات عدة للحادث بما فيها إطلاق صاروخ تابع للجيش الأوكراني” مضيفا “لكن لا يوجد شيء له مصداقية في نظرنا إذا تحدثنا عن نتائج نهائية ولن يوجد شيء من ذلك من دون مشاركتنا المتكاملة في التحقيق”.

وأشار الرئيس الروسي بهذا الخصوص إلى أن بلاده وجدت نفسها في معزل عن المشاركة في هذا التحقيق بشكل متكامل وقال “ليس لدينا أسباب لأن نثق ثقة تامة بنتائجه وخاصة أن البراهين التي تقدمها روسيا وتطلب أن يتم النظر فيها لا تقبلها اللجنة المعنية بالتحقيق”.

لافروف: هولندا لم تقدم أدلة على تورط روسيا في حادث تحطم الطائرة الماليزية في سياق متصل أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن هولندا لم تقدم أدلة على تورط روسيا في حادثة تحطم الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا مؤكدا استعداد بلاده للتعاون في التحقيق بهذه الحادثة شرط أن يكون نزيها ولا يتجاهل المعطيات التي تقدمها.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن لافروف قوله على هامش منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي أنه تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الهولندي ستيف بلوك وأنه استفسر منه عن الحقائق التي تؤكد تورط روسيا بالحادثة ولم يأت بلوك بأي منها.

وكان رئيس دائرة التحقيقات في الشرطة الهولندية فيلبرت باوليسين زعم خلال مؤتمر صحفي أن فريق التحقيق المشترك حول كارثة تحطم الطائرة توصل إلى استنتاج مفاده بأن منظومة صواريخ بوك التي يرجح أنها أسقطت الطائرة المنكوبة تعود للواء الصواريخ المضادة للطائرات رقم 53 التابع للجيش الروسي والمتمركز في منطقة كورسك غرب البلاد.

بينما أكدت وزارة الخارجية الروسية أن هذه النتائج بلا أساس وغير مقنعة وتهدف للنيل من سمعة روسيا أمام المجتمع الدولي.

وأضاف لافروف “لقد ذكرته بأن روسيا تعاونت أكثر من غيرها مع التحقيق على الرغم من عدم دعوتنا الى المجموعة المشتركة للتحقيق.. روسيا سلمت هولندا جميع المعطيات بالتفصيل.. لقد أعطينا الكثير من المعلومات الفعلية بما فيها معطيات الرادارات التي كانت تعمل في مقاطعة روستوف في ذاك اليوم المأساوي”.

وتابع لافروف “إذا قرر شركاؤنا في هذه الحالة عندما يتعلق الأمر بمأساة انسانية ومقتل مئات الأشخاص التلاعب من أجل تحقيق أهدافهم السياسية حسنا أترك الأمر لضميرهم” وقال “على الرغم من القضايا التي تظهر نحن مستعدون للتعاون والأهم أن يكون هذا التعاون نزيها وإلا يتم تجاهل معطياتنا”.

إلى ذلك أكدت وزارة الدفاع الروسية أن مزاعم محققي موقع “بيلينغكات” بشأن تورط ضباط روس في سقوط الطائرة الماليزية تستند لفبركات قديمة روج لها جهاز الأمن الأوكراني.

وقالت الوزارة في بيان إنها “اطلعت على الحشو الجديد الذي قام به المحققون البريطانيون المزعومون من موقع “بيلينغكات” وعالم سياسة روسي ليبرالي انضم إليهم حول ضلوع العسكريين الروس في كارثة الطائرة الماليزية في أوكرانيا” مضيفة إن “ما يثير الانتباه أن كل مزاعم التحقيق قائمة على فبركة قديمة تحاكي اعتراض اتصال بين أشخاص مجهولين نشر يوم 18 تموز عام 2018 من قبل جهاز الأمن الأوكراني”.

وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أمس أن تفسير فريق التحقيق الدولي في قضية تحطم طائرة البوينغ في إقليم دونباس يؤكد المخاوف بأن يكون التحقيق منحازا.

من جهتها أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن المعطيات التي قدمتها روسيا لهولندا بشأن كارثة الطائرة الماليزية فوق شرق أوكرانيا تستبعد إسقاط الطائرة من قبل قوات دونيتسك.

وقالت زاخاروفا في بيان لها إن “روسيا قدمت في تشرين الاول عام 2016 المعطيات الأولية للرادارات التي لها أهمية حيوية بالنسبة للتحقيق لأنه لا يمكن تزويرها أو تغييرها” مضيفة إن هذه المعطيات “تستبعد بشكل مطلق احتمال إطلاق الصاروخ الذي أسقط الطائرة من الأراضي الواقعة تحت سيطرة قوات الدفاع الشعبي في دونيتسك.. الأمر الذي يصر عليه فريق التحقيق المشترك في استنتاجاته”.

وأشارت زاخاروفا إلى أن نشر فريق التحقيق للنتائج الأولية للتحقيق واتهامه لروسيا بالتورط في كارثة الطائرة دون انتظار رد فعلنا عليها يدل على عدم رغبة الفريق بدراسة المواد التي تقدمها روسيا موضحة أن “هذا يؤكد وجود توجه أيديولوجي محسوم مسبقا لدى فريق التحقيق”.

يذكر أن طائرة “بوينغ” التابعة لشركة الخطوط الجوية الماليزية تم إسقاطها فوق مناطق شرقي أوكرانيا في تموز عام 2014 أثناء تحليقها من أمستردام إلى كوالالمبور وأسفرت الكارثة عن مقتل 298 شخصا واتهم فريق التحقيق روسيا بالتورط في إسقاط الطائرة الأمر الذي نفته موسكو نفيا قاطعا.