الشريط الإخباري

بوتين: عزل روسيا من خلال العقوبات الأميركية والأوروبية هدف عبثي

موسكو-سانا

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه من الصعب فهم المنطق الذي استندت إليه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في فرضهما عقوبات ضد روسيا على خلفية الأزمة في أوكرانيا.

وأضاف بوتين في مقابلة مع صحيفة بوليتيكا نشرت على موقع روسيا اليوم أنه إذا كان المراد من العقوبات هو عزل روسيا فهو هدف غير واقعي وعبثي لأن تحقيقه مستحيل لكن السعي إليه قد يلحق أضرارا جسيمة بالاقتصاد الأوروبي والعالمي.

وشدد بوتين على أن روسيا لم تكن هي التي مهدت للانقلاب في أوكرانيا والذي أدى إلى الأزمة السياسية العميقة في البلاد والانشقاق في مجتمعها مشيرا إلى أن الانقلاب في كييف كان نقطة الانطلاق للأحداث اللاحقة بما فيها أحداث شبه جزيرة القرم حيث قرر سكانه بناء على ميثاق الأمم المتحدة إجراء استفتاء لتقرير مصيرهم أمام المخاطر المحدقة بحقوقهم في لغتهم وثقافتهم وتاريخهم الأمر الذي أدى إلى إعادة وحدة القرم مع روسيا.

وأوضح بوتين أنه يتوجب على شركاء روسيا أن يعوا بكل وضوح أن محاولات الضغط على موسكو عبر إجراءات أحادية الجانب وغير شرعية لا تساعد على التوصل إلى التسوية بل تصعبها علما أن القرارات القاضية بفرض عقوبات جديدة تأتي بوتيرة شبه متزامنة مع عقد اتفاقات من شأنها دفع العملية السلمية إلى الأمام.

وبخصوص العلاقة مع الولايات المتحدة شدد الرئيس الروسي على أنه من الصعب قراءة الموقف الأمريكي على أنه غير عدائي موضحا أنه دائما ما سعينا نحو علاقات منفتحة وشراكة مع الولايات المتحدة ولكننا كنا نجد محاولات للتدخل في شؤوننا الداخلية.

ولفت بوتين إلى أن ما يحدث منذ بداية العام بيننا يدعو إلى مزيد من التشاؤم فالرئيس الأمريكي باراك أوباما وضع في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ما أسماه “العدوان الروسي في أوروبا” ضمن أهم 3 مخاطر تتهدد البشرية إلى جانب وباء إيبولا وتنظيم “داعش” لافتا إلى أنه من الصعب قراءة هذا الموقف على أنه غير عدائي.

وزير الدفاع الروسي: تصريحات هاغل تثير القلق والولايات المتحدة تغرق العديد من الدول في الفوضى الدموية بذريعة غرس الديمقراطية

في سياق آخر سخر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو من “المهمات الأمريكية لغرس الديمقراطية” حيث لا توجد في العالم بؤرة توتر واحدة لا يوجد العسكريون الأمريكيون فيها داعيا الإدارة الأمريكية للعمل مع روسيا ودول العالم لإحلال السلام بدلا من إثارة التوتر فيه.

ولفت شويغو في تصريحات للصحفيين اليوم إلى أن مناطق العالم التي يتم فيها إنجاز “مهمات غرس الديمقراطية تغرق في فوضى دموية” مبينا أن الأمثلة على ذلك معروفة ولاسيما العراق وليبيا وأفغانستان وحاليا سورية وحتى في الماسي الأوكرانية لم تمر الأمور بدون تدخل سافر من قبل ممثلي المجموعة العملياتية للقيادة المركزية لجيش الولايات المتحدة”.

واعتبر شويغو أن تصريحات نظيره الأمريكي تشاك هاغل حول ضرورة جعل الجيش الأمريكي مستعدا لمواجهة القوات المسلحة الروسية “تدل على استعدادات العسكريين الأمريكيين لتحضير سيناريوهات قرب حدود روسيا الاتحادية”.

وقال الوزير الروسي “إن مقولة هاغل حول ضرورة إعداد الجيش الأمريكي لمواجهة القوات المسلحة الروسية العصرية وذات القدرة القتالية عند عتبة حلف الناتو تثير قلقا كبيرا وتدل على تحضير البنتاغون لسيناريوهات عمليات عند حدود بلادنا” مشيرا إلى أنه على “معرفة شخصية بهاغل ولذلك فقد أثارت الدهشة أقواله في المؤتمر السنوي لجيش الولايات المتحدة والتي وصف فيها القوات المسلحة الروسية بانه خصم عسكري”.

وجدد شويغو التأكيد على أن سيادة روسيا يضمنها جيشها وأسطولها “ستبقى على الدوام الحد الذي تكسرت عنده على مدى 1152 سنة من وجود روسيا أسنان اكثر من إمبراطور غربي” مبينا أن “واشنطن عملت بعناد خلال السنوات العشرين الأخيرة على تقريب عتبة الناتو إلى أبواب ورسيا”.

ونصح شويغو الولايات المتحدة بالعمل على الحوار مع روسيا لإرساء السلام بالعالم بدل التوتر مبينا “كان من الأحرى اليوم إجراء حوار غير متحيز يشمل كامل جدول أعمال علاقاتنا المتبادلة مع الشركاء الغربيين بدلا من زيادة حدة التوتر عن بعد مجددا التأكيد على أن ذلك هو الحل الوحيد لإيجاد سبل مقبولة للجميع للحفاظ على توازن القوى القائم وترسيخ الاستقرار الاستراتيجي.

ريابكوف: نمتلك الحق في إنزال عقوبات بأمريكا ولكننا لا نسير في هذا الطريق

من جهة أخرى أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن موسكو تمتلك كامل الحق في إنزال عقوبات بالولايات المتحدة في كافة المجالات على خلفية العقوبات الأمريكية ولكننا لن نسير في هذا الطريق.

ونقل موقع روسيا اليوم عن ريابكوف قوله أمس أن موسكو أكدت مرارا أنها لن تقحم نفسها في حرب العقوبات ولن تسلك هذا الطريق في التعامل.

وكان رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف أكد أمس أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ضد روسيا ألحقت أضرارا بشكل خطير بالعلاقات بين موسكو وواشنطن.

يشار إلى أن نائب وزير المالية الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب ديفيد كوهين كان قد أعلن أن واشنطن قد تفرض عقوبات جديدة بحق شركات روسية على خلفية علاقاتها بصفقة نفطية مع إيران وعلق ريابكوف على ذلك بالقول هذا رد الفعل الغريزي لواشنطن عندما لا تنسجم مع الطرح الأمريكي.