دمشق-سانا
سجل الجيش العربي السوري بانتصاراته والتضحيات التي بذلها في مواجهة العدو الإسرائيلي وأطماعه في المنطقة العربية أياما خالدة في سفر التاريخ أعادت للجندي العربي ثقته وكبرياءه بعد محاولات لزعزعة ثقة هذا الجندي بنفسه وبقيادته عبر إيهامه بأن للعدو “جيشا لا يقهر” من جهة أو بعدم قدرته على مواكبة التطورات التقنية التي فرضتها الحرب الحديثة.
تلك الانتصارات والتي أسهم فيها أبطال القوى الجوية والدفاع الجوي بصورة كبيرة ومؤثرة رسمت معالم جديدة في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي وبدلت نظرة العالم إلى الجندي الذي اتقن استخدام سلاح الجو المعقد ووسائط دفاعه الجوية.
ولم تكن تلك الانتصارات لتكون لولا التقدم الكبير في سلاح القوى الجوية والدفاع الجوي التي تأسست في 16 من تشرين الأول عام 1946 وتحل ذكراها الـ 68 يوم غد.
هذا السلاح وإن بدأ بعدد من الطائرات التدريبية وأخرى للاستخدام الحربي في العام 1947 إلا أنه انتهى بتطور كبير شمل جميع مفاصله ولا سيما بعد الحركة التصحيحية التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد والذي كان على رأس الخريجين من الدورة الأولى في كلية الطيران في العام 1954 بعد أن تحول اسمها من مدرسة في العام 1948 إلى كلية في العام 1952 ليكون أبطال هذا السلاح كالنسور التي تحلق دفاعا عن الوطن وسيادته واستقلاله وعنصر ردع في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.
وكباقي صنوف القوات المسلحة في الجيش العربي السوري التي تربت على الفكر العقائدي القومي شارك أبطال سلاح الجو ورغم ضالة الامكانيات في حرب 1948 وقدمت سورية لمصر في العام 1956 قبل العدوان الثلاثي عليها سرب طائرات ميغ15.
وبرز دور سلاح القوى الجوية والدفاع الجوي جليا في حرب تشرين التحريرية حيث أسقط المئات من طائرات العدو سواء بالاشتباك المباشر أم عبر وسائط الدفاع الجوي وجعل العدو أمام عجز حقيقي عن القيام بأعمال حاسمة كان يظن أن له اليد الطولى فيها فضلا عن مشاركته بعمليات إنزال في أكثر من موقع على امتداد ساحة المواجهة مع العدو كان أبرزها تلك التي اسهمت في تحرير مرصد جبل الشيخ.
ونتيجة لدور هذه القوات وعامل الردع الذي صنعته في مواجهة أي معتد على الأرض السورية كانت مرابض الدفاع الجوي كغيرها من وحدات الجيش والقوات المسلحة هدفا للتنظيمات الإرهابية التكفيرية التي تنفذ أجندات أمريكية صهيونية ظنا منها أن باستطاعتها تحييد هذه القوات التي فشلت في تطويعها بالتهديد والعدوان أو كشف سر قوتها غير أن أبطال الجيش العربي السوري ومعهم نسور سلاح الجو والدفاع الجوي مصرون على حماية سورية أرضا وسماء ودحر الإرهاب وكل معتد.
بسام الابراهيم