صورة الحاضر تعكس أحداث النكبة قبل سبعين سنة، لكنها تبدو اليوم أكثر وضوحاً أمام انكشاف مواقف الحكومات والنظام الرسمي العربي، فجيش الإنقاذ والجيوش السبعة التي تشكلت ١٩٤٨ لاستعادة الأراضي المغتصبة ضاعت وصغرت خياناتها وعمالتها أمام المواقف الراهنة من قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس في ذكرى النكبة،
وما تسليم اللد والرملة للعدو الصهيوني وقتذاك من دون قتال إلا مقدمة لما تمارسه أنظمة العمالة والتبعية والخيانة اليوم، فإرضاء ترامب وإدارته هدفها، وتقديم كل أشكال الإذعان سبيلها لنيل ذلك الرضى، فيما يبقى دم الفلسطيني وحده يمثل الرد المقاوم والصامد بمواجهة نيران سلطات الاحتلال والبغي في مسيرة العودة الكبرى.
يتنادى مشايخ الخليج لدعم العدوان ويعلنون بكل وقاحة وصفاقة علاقتهم الوطيدة مع العدو الصهيوني بعدما أخفوها لسنوات ماضية عملوا خلالها على دعم مقدرات الكيان الصهيوني في الخفاء وحاولوا تغيير حقائق التاريخ مقدمين صور الباطل لشعوبهم وكأنها القدر المحتوم، فما ربحت تجارتهم وما استطاعوا قتل جذوة المقاومة في وجدان أبناء فلسطين الأحرار وشباب الشعب العربي وأحرار العالم، فالنكبة المتجددة التي أرادها الغرب الاستعماري والصهاينة والرجعية العربية تظهر المارد الكامن في النفس العربية الفلسطينية عشقاً للمقاومة والمواجهة والاستعداد للتضحية والاستشهاد وتقديم الغالي والنفيس على مذبح حرية الوطن وكرامته وسيادته، وما شهداء مسيرة العودة الكبرى إلا مشاعل انتصار في طريق تحرير كامل فلسطين وعاصمتها الأبدية القدس الشريف في قادم الأيام، وهي أيام لن تطول أبداً.
بقلم مصطفى المقداد