الشريط الإخباري

عندما يظلم العالم! – صحيفة الوطن العمانية

الظلم في المنطقة نابع من استباحة إسرائيلية للعقل والإرادة الأميركية.. لا خطوة جنون يقوم بها الأميركي إلا وكانت إسرائيل وراءها.. لا هدف للولايات المتحدة إلا إذا صنعته إسرائيل لها.. بل إن كل رئيس أميركي يريد تجاوز حدود معطاه الشعبي الأميركي، يقدم للإسرائيلي أكثر ما يتوقعه أو يريده أو يشتهيه.

الإسرائيلي يحتفل بعيد “تأسيس” كيانه، إن الإسرائيلي يكاد يشعر أن احتفاله مهدى لترامب الذي انسحب من الاتفاق النووي، وبادر بطريقة غير مباشرة إلى إعلان الحرب على إيران، كل ذلك كرمى لعيون إسرائيل أيضا، بل لأنه لا بد أن تفاهم مع القوة اليهودية في بلاده بأن يحقق لإسرائيل ما عجز عنه كل الرؤساء الأميركيين، مقابل أن يصبح الرئيس لأميركا.

نحن إذن في مرمى الخطأ، وكل الأخطاء التي تحولت إلى خطايا بدأت في الخامس عشر من مايو 1948.. ذلك التاريخ الأسود الذي شهدته البشرية بقيام إسرائيل، نتفهم دائما أسبابه، والاندفاع الأميركي والبريطاني لتحقيقه، بل البريطاني الذي حمل على كاهله المؤامرة طويلاً ورعاها غير آبه بما سيتعرض له الشعب الفلسطيني.. بل هو على ما ظهر، أراد لشعب فلسطين تلك التبعات، وأوقع المنطقة العربية في محنة، رغم الانشقاقات العربية التي لعب على وترها وعزف ولحن.

في كل يوم استمع لأغنية فيروز “الآن الآن وليس غداً أجراس العودة فلتقرع ”.. لعلي أتسلح بالكلمة كي أتوازن مع معطيات معاشة هي زراعة إسرائيلية. ولذلك يفعلها ترامب بلا حرج، في الوقت الذي يعرف نتنياهو توقيت كلام ترامب وشكله وحتى الكلمات التي سوف يقولها، وكلها إهداء إليه، وإلى إسرائيل، ونكاية بالعرب، وسحقاً للمسلمين، وإعادة الحصار على دولة لا تنازعه في أي شيء على الإطلاق، سوى أن الإسرائيلي بات يعرف أن وجوده معلق على وجود إيران، وبالتالي كل تبعاتها في المنطقة.

فعلها إذن ترامب، لم يتردد، وكيف، وعلى شماله جون بولتون، فيما على يمناه بومبيو.. ليس عبثا خيار الأشقاء من أجل أن تكتمل اللعبة وأن يكون لصوت ترامب ما يشبهه، ولعقله ما يشبهه، ولمشروعه من يربت على كتفه بأن أفعله.
مات كاسترو ولم يسلم لقاتل اليانكي، وعاشت إيران حصار السنين، لكنها تقدمت إلى أبرز مكان في شتى المجالات. الشعوب الحية لها موهبة الاستمرار في التقدم.. كوبا من أعظم الدول في العلوم وخصوصا في الطب البشري، أما إيران فكل عشرة من عباقرة العالم بينهم إيراني وأكثر.

كان الخميني يعرف أن جمهوريته ستعيش دائما على صراع سوف يزيد، منذ أن أغلق السفارة الإسرائيلية في طهران وطرد طاقمها وأقام مكانها سفارة لفلسطين، بل حدد جيشا من المسملين قوامه عشرين مليونا ليس لهدف سوى لدحر إسرائيل، وهذا وحده كاف لأن تظل بلاده معلقة على صليب حصار سيفرض عليها إن عاجلا أو آجلا.

لم يتفاجأ الإيرانيون، منذ أن وقعوا الاتفاق النووي، ذهب استعدادهم إلى هذا اليوم الذي سوف تنسحب واشنطن من توقيعها عليه، سواء كان ترامب أو غيره ، لكن الرئيس الأميركي الحالي أكثر المرشحين لهذه المهمة، بل وصل إلى حكم بلاده لهذا الغرض بالذات كما أوصت الخطايا الإسرائيلية.

بقلم.. زهير ماجد

انظر ايضاً

القائد الشرع يلتقي وفداً من الجالية السورية في أمريكا

دمشق-سانا التقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني وفداً من الجالية …