بين حمص والرقة واللاذقية وحلب قصة كفاح ونجاح لشاب حلبي

حلب-سانا

هي قصة كفاح وصمود لشاب حلبي قد لا تختلف في شكلها العام عن مئات آلاف القصص لشباب سوريين تحدوا ظروفهم وحاولوا شق طريقهم وتأسيس مشاريع ناجحة لكن لقصة محمد دلالات توزعت بين تحدي الإرهاب والإصرار على تأسيس مشروع صغير لأكثر من مرة ورغم ما أصابه من خسائر بسبب الإرهاب إلا أنه في كل مرة كان ينهض من جديد ويعاود شق طريقه بإصرار نحو النجاح.

يعمل محمد في مشروعه الصغير لإنتاج الفطائر على الصاج على إحدى العربات وبيعها للمارة وزوار قلعة حلب ومرتادي المقاهي التي تتمركز حولها.

وفِي حديثه لمراسل سانا يشير محمد ديب الهيب 42 عاماً إلى أنه ورث صناعة المعجنات وصناعة الخبز أباً عن جد وامتلك أشقاؤه عدة أفران في منطقة ساحة التنانير حيث اكتسب الخبرة من العمل معهم في المهنة ذاتها وعمل بها في مدينة حمص حيث استأجر محلاً صغيراً وبعد فترة استأجر محلاً ثانياً ومن ثم محلا ثالثاً وصنع اسماً تجارياً جيداً من خلال بيع الفطائر والمعجنات والمثلجات والحلويات.

وبعد لحظة صمت وتأمل يتابع محمد حديثه لمراسل سانا بالتأكيد على أنه استمر في التوسع والنجاح حتى عام 2011 عندما دخل الإرهاب المدينة فخسر كل معداته وأغراضه وانتقل إلى مدينة الرقة التي كانت تشهد أوضاعاً جيدة ومستقرة وهناك تكررت التجربة عندما اضطر لترك المدينة بعد أن دخلها الإرهاب عام 2013 مخلفاً وراءه كل ما جناه من مشروعه ومعداته لينتقل إلى اللاذقية وهناك استقر في منطقة رأس البسيط وعاود العمل من جديد بمشروع صغير مشابه لمشاريعه السابقة ومنه توسع وافتتح محله الخاص لكن ما إن سمع بخبر تحرير كامل مدينة حلب من الإرهاب حتى عاد لمدينته وبدأ تأسيس عمله فيها.

اختار محمد أن ينطلق من جديد بمشروعه الصغير لإنتاج الفطائر على الصاج من أمام قلعة حلب وهو اليوم ينتج معظم أنواع الفطائر كالزعتر والفليفلة والجبنة وأضاف لها أنواعاً أخرى هي فطائر الجبنة الكردية واللبنة والبيتزا والسجق والمرتديلا .

وتمنى محمد أن يعود كل شاب غادر سورية إلى أرض الوطن لأن سورية تحتاج جهود كل أبنائها كل حسب عمله واختصاصه، مؤكداً أنه متفائل بأن الأيام القادمة ستكون أفضل وحلب تنفض عنها غبار الإرهاب وتتحسن يوماً بعد آخر وقريباً ستعود أفضل وأجمل مما كانت.

انظر ايضاً

خلال وقفة تضامنية.. أهالي حلب يؤكدون تمسكهم بالوحدة الوطنية وتقديرهم للحكومة السورية الجديدة